الناس ليسوا أجرة أو «تمليك»
مفيش ملكية حقيقية فى الدنيا. كلها مجرد ملكيات وهمية..
مثل غرفة الفندق التى يمكنك الحصول عليها لعدد من الأيام بالإيجار، وهكذا حجز مكان على الطائرة أو القطار أو التاكسى، تمتلك مقعدك لعدة أيام أو ساعات فقط، حتى انتهاء الرحلة أو عدد أيام الحجز، وبعد ذلك يتم منحه لأى مستأجر أو راكب.
لو فهمنا ذلك جيداً سنقوم بأعمال كثيرة جميلة، الدنيا يمكن تلخيصها فى كلمتين وبس: كلنا نحيا فيها بأسلوب حق الانتفاع، ولا أحد منا يملك بها أى شىء.
يمكن أن يكون معك ورق ملكية لكل شىء تملكه. شقتك، سيارتك، أرضك، فيلتك، حسابك فى البنك، وغيره..
لكن علينا أن نفكر.. الشقة التى تملكها والمكتوبة باسمك.. كانت ملك غيرك.. ربما تكون ورثتها عن والدك، وبعد ذلك ستكون لأولادك. معنى ذلك أنك تعيش فى الحياة حق انتفاع، وذلك حتى تنتهى رسالتك، وتتركها لمن هم بعدك مثلما تركها لك من قبلك. والدنيا تدور على الكل.
الغريب.. أننا نتعارك ونكره ويمكن أن نقتل بعضنا على أشياء هى فى النهاية ملكية وهمية.. والأفضل أن نسعد بما لدينا، ونسعد من حولنا مهما كانت إمكاناتانا بسيطة، فالحكمة تلزمنا بعدم التبذير، ولكن دون الوصول لحالة البخل على نفسك وعلى القريبين منك. أى شىء يمكن أن يكون له حل بالتفاهم.
الدنيا تدور مثل التاكسى، يتحرك كثيرا ولا يتوقف، يذهب براكب، ويعود بآخر. بداية طريقه غير نهايته، هناك من يذهب، وهناك من يعود، والدنيا كما هى تدور.
اختلط الحابل بالنابل، متمردة على أفكار لست مقتنعة بها. يجب أن نقوم بشىء مختلف لتغيير الناس من غير جرح مشاعرهم، وبأسلوب نتقبل به الآخر.
لكل منا أفكاره ومبادئه ومعتقداته، ولا أعرف كيف يمكن لغيرنا عدم فهمنا بشكل خطأ حتى لا نبنى أسواراً حولنا. لست متمردة، ولكنى مختلفة بالفطرة. النضج والخبرات رسم خطوطاً كثيرة فى حياتى. غير الكثيرين وجميعنا نتغير بفرق التوقيت.
الحكاية والقصة والسيرة أنت من ستكتبها.
نقابل ناساً وناساً الكثير منهم مزيفون.
احذر أن تكون على طبيعتك وفطرتك مع المزيفين. حماية لنفسك وانتصار لأسطورتك الذاتية.
الوحدة أفضل لبناء ذاتك ومعرفة حقيقية لكل من حولك.
من الآخر..
ربما تخسر مادياً، ولكن لا تسمح أن تخسر ذاتك وراحة بالك. أسعد نفسك وأسعد من حولك، وساعد الجميع بإمكانياتك مهما كانت، قبل أن تكون غير صالحة للاستخدام الآدمى.