تعرف على بطل سد فتحات أنابيب «النابالم» خلال حرب أكتوبر
معوقات عدة حاولت إسرائيل وضعها لقوات الجيش المصري قبل اندلاع حرب 73، كان أبرزها مواسير النابالم، التي تم تدشينها تحت سطح الأرض على جانب قناة السويس، ويسع كل منها 200 طن من النابالم والجازولين، وفي حالة اشتعالها سرعان ما تجعل من سطح الماء أتونًا طافيًا، يمكن أن تندلع منه ألسنة اللهب إلى ارتفاع متر، وترتفع درجة الحرارة إلى 700 درجة لتحرق القوارب والدبابات البرمائية.
لم يستطع أحد حل ذلك اللغز سوى الرائد المهندس، أحمد مأمون، الذي استطاع في فترة وجيزة اختراع مادة تتجمد في مياه القناة، وأعطاها إلى قائد القوات البحرية المصرية في سرية تامة، ثم تم تحويلها إلى الرئيس السادات، ليقرها رسميًا، وتم التكتم عليها، حتى الليلة التي سبقت العبور مباشرة، حين قامت الضفادع البشرية بسد فتحات المواسير، والبالغ عددها 360 فتحة.
لم تفلح إسرائيل حينها في إشعال حريق واحد طوال فترة العبور، وجاء دور البطل العبقري باقي زكي يوسف، الذي فتح الثغرات في الساتر الترابي، بعد أن أقامته إسرائيل علي الشاطئ الشرقي للقناة، وصفه الإسرائيليون حينها: "المستحيل بعينه"، وادعوا عدم تمكن أي شخص من إزالة ذلك الساتر إلا باستخدام القنابل الذرية.
تحطمت تلك الأسطورة يوم 6 أكتوبر 1973، باستخدام مياه القناة في تجريف رمال الساتر الترابي لفتح الثغرات بواسطة مضخات خاصة تم تطويرها فنيًا، بفضل الفكرة العبقرية التي أعدها "مأمون" في سد أنابيب النابالم أسفل مياة قناة السويس قبل العبور.
وافق الرئيس على تجربة الفكرة بعد عرضها عليه، ولاقت نجاحًا كبيرًا، لتتم تجربتها بجزيرة البلاح عام 1972، حين تم فتح ثغرة في ساتر ترابي أقيم ليماثل الموجود علي الضفة الشرقية للقناة، واستخدمت مضخات ومعدات من إنتاج شركة ألمانية بعد إقناعها بأن هذه المنتجات سوف تستخدم في مجالات إطفاء الحرائق.
300 تجربة استغرقتها القوات المصرية حتى يتم إقرار الفكرة العبقرية، وفي سرية تامة تم تدبير المضخات الميكانيكية والتوربينية, وتدريب الأفراد والأطقم والمجموعات علي أساليب التنفيذ، ولم تكتشف مخابرات العدو حقيقة مايحدث, حتى نُفذت على أرض الواقع يوم 6 أكتوبر، لتجعل العالم برمته يتحدث عن الإنجاز المصري الذي لم يتكرر مرة أخرى.
تخرج الأستاذ الدكتور المهندس أحمد حسن مأمون فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة/ وحصل على درجة الدكتوراه فى هندسة التحكم الآلى من ذات الجامعة، وعمل فى بداية حياته العملية كباحث ومدير فني لمشروع تصميم الطوربيدات الموجهة، ثم عمل كمدير لمركز البحوث الفنية التابع للقوات البحرية بجمهورية مصر العربية لمدة نحو 12 عامًا، وأيضًا أستاذ لمادة هندسة التحكم الآلى بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لمدة 10 عشر سنوات.
تقلد بعد ذلك مناصب قيادية رفيعة، بدأت بعمله كعميد لكلية الهندسة بالأكاديمية العربية، وشغل منصب عميد مركز البحوث والاستشارات للنقل البحرى لمدة 13 عامًا فى الفترة من 1984 الى 1997، فقد كان عضوًا بارزًا فى عدة جمعيات وهيئات علمية بالداخل والخارج.
استطاع أن يصبح زميل جمعية المهندسين البحريين بالمملكة الممتحدة، وعضو جمعية المهندسين البريطانية فرع جمهورية مصر العربية، وعضو جمعية المهندسين الميكانيكين المصرية، وعضو جمعية بحوث العمليات المصرية، ثم كونه عضو بمجلس إدارة الجمعية المصرية للتصميم والتكنولوجيا، ترأس فريقاً بحثياً لتصميم وتصنيع محاكي ماكينات السفن، واستخدام الهندسة العكسية لبناء محاكي ناقلات النفط العملاقة.
ترأس أيضاً فريقاً بحثياً لتصنيع محاكي تدريب قطارات السكة الحديد، وبالاضافة إلى كل ما سبق فلا يمكن ان يُغفل دوره البارز ومشاركاته الفعالة فى العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل، ومساهماته فى تقديم العديد من الأوراق البحثية.