أبهرنا الخبراء الروس بقدراتنا
دّمر 13 دبابة بمفرده.. البطل محروس رزق: طورنا صاروخا لإسقاطه وتوجيهه بالمظلة
في كل ذكرى جديدة تحل علينا لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تتوجه إليهم الأنظار لعرض وسماع قصصهم عن كيف حقق المصريون إعجازا تاريخيا بكل المقاييس العسكرية، وفي الذكرى الـ48 لانتصارات أكتوبر، يروي لنا صائد الدبابات، كواليس التجهيز للحرب من قبل سلاح المظلات.
لقبوه بصائد الدبابات، بعد أن استطاع بمفرده تدمير 13 دبابة في حرب أكتوبر، ليُعد ثاني جندي في القوات المسلحة ينجح في تحطيم عدد كبير من دبابات العدو بعد البطل عبد العاطي صائد الدبابات، إنه البطل محروس رزق عطا الله، أحد رجال الكتيبة 645 من سلاح المظلات في حرب أكتوبر 73.
بدأ "رزق" حديثه مع "الدستور"، مشيرًا إلى التحاقه بالخدمة العسكرية في يوليو عام 1969، وقال "بدأت خدمتي فى مدرسة المدفعية لتلقي فرقة صواريخ الفهد، وانخرطنا من أول أسبوع لنا مع دفعات أقدم منا، وأصبحنا جميعا طلبة فى فرقة واحدة، ودرسنا مواد عدة أبرزها الدوائر الكهربائية، والطبوغرافيا، والديناميكا، والاستاتيكا".
واستكمل: "درست أيضًا جميع أنواع دبابات ومدرعات العدو من حيث سمك الدرع والسرعة والتسليح، وأيضًا كافة أنواع الصواريخ المضادة للدبابات، حتى أتمكن جيدًا من التغلب عليه، وبالفعل نجحنا في تدميرهم ليشهد علينا التاريخ".
و تحدث البطل أيضًا عن صاروخ المالوتكا الروسي، الذى تخصص فيه ودرس كل شيء عنه، ليكون أول شخص يقفز به في تجربة ناجحة لم تحدث في الاتحاد السوفيتي (مُصنع الصاروخ)، ولمدة عدة أشهر اكتسب خبرة عالية حتى تدرج في الترقيات إلى رتبة رقيب في عام 1972.
وكان محمد محمود موسى، رقيب أول السرية الثانية كتيبة 645 فهد مظلات، هو أول من استقبله فى مدرسة المدفعية، ىوقال "كنت مستجدا في فرقة صواريخ المالوتكا عام 1969، وعلمني العسكرية خلال فترة تواجدي بالفرقة، حتى أصبحت رقيب أول السرية بحكم الأقدمية".
أما عن حرب اكتوبر73، فقال "كان لي شرف الاشتراك في أول كمين على معسكر دبابات ومدرعات العدو، بقيادة البطل الرائد منصور عبدالعزيز، الذي كان يتقدمنا في الكمين كأفراد استطلاع، ووفقت في تدمير عدد كبير من الدبابات في أول اشتباك بالمالوتكا فى قطاع الفرقة السابعة، واستطعنا تحقيق انتصار كبير سنظل نفخر به طوال حياتنا".
و أضاف البطل صاحب الـ72 عامًا، أنه استطاع اجتياز أول فرقة صواريخ مالوتكا بامتياز، وكان أول من أجرى تجارب لتطوير وإسقاط الصاروخ، وجهاز التوجيه بالمظلة.
وفي سابقة لم تحدث، تم إبلاغه بترقيته إلى درجة مساعد وهو فى ميدان المعركة، ثم توجه إلى قيادة مدفعية الجيش الثانى مع العميد أبو غزالة وقتها، حيث دارت معارك ضارية تكبد فيها العدو خسائر كبيرة في المدرعات حتى تم وقف إطلاق النار نهائيًا، وتوجه بعد ذلك برفقة زملائه إلى منطقة جبل عتاقة حيث لم تتوقف الاشتباكات حتى انتهاء مباحثات الكيلو 101.
لم ينس "رزق" دور الطاقم العسكري الذي شاركه في تجهيز الصاروخ، حتى يتلائم للقتال مع قوات المظلات، وتمكنوا من تطويره بأفضل شكل ممكن، كان يعمل وقتها على دراسة تلك التجارب: "كنت موجه كويس في الموضوع دا، وقدرنا نستغل مميزات الصاروخ أحسن استغلال، وأبهرنا الخبراء الروس بقدراتنا".
ولم تنساه الدولة المصرية أيضًا في تكريمها له: "بحمد لله حصلت على نوط الجمهورية العسكري، ونوط التدريب العسكري كأمهر موجه صواريخ مالوتيكا مع تطويرها، وحصلت أيضًا على قلادة الشرف المصرية من الطبقة الذهبية".