رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أم بيدو».. تحدت معاناة طفلها بمؤسسة خيرية لدعم ذوي الهمم

هدى عبدالله
هدى عبدالله

من المحنة منحة هكذا حددت هدى عبدالله المرأة الثلاثينية خطاها بعد أن رزقها الله بطفلها الوحيد عبدالله من متلازمة داون وهي في عمر الرابعة والعشرون، وجدت نفسها أمام أمر لا تعلم عنه شيء.

واجهت هدى معاناة شديدة بعد علمها بمرض ابنها الغريب بالنسبة لها وهو بعمر الشهرين، وقالت لـ"الدستور"، إنها كانت لا تملك أي خبرة في شيء حتى الأمومة في ذلك الوقت، وقال الطبيب لها إنه لابد من التعامل مع ابنها بحرص.

وتابعت "الدكتور المختص قال لازم جلسات حاجات كتير عشان يتقدم بسرعة ولكن بعض الناس قالوا يختلط بس بالناس هيبقى تمام قعدنا سنتين مش بنعمل حاجة لحد مالقيت ابنى متأخر فعلا ومحتاج مساعدة وقفت وقولت لازم ابدأ مشواري معاه".

وبدأت هدى مشوارها مع طفلها من خلال البحث عن مرضه والأماكن المخصصة لعلاجه، وأكدت أنها قامت بتوجيهه لجلسات تنمية مهارات فى المنزل وجلسات تخاطب، وسعت أيضًا لدمجه مع الأطفال الذين من عمره وقدمت له بحضانة، وظلت تواجه الصعاب من أجله.

FB_IMG_1633386375109

وعانت كثيرًا مع طفلها بسبب تعرضها لبعض المستغلين بالمراكز المخصصة، وكذلك عدم قدرتها ماديًا على تحمل أعباء مرضه، وعلقت "ومع ذلك عافرت لوحدى وسندى فى الحياة الله عز وجل ووالدي من بعده ومع ذلك ماضعفتش وقولت مش هسيب ابنى لازم يقف على رجله".

 ومن خلال تعاملاتها مع طفلها ومعاناتها لمدة 12 عام مع ابنها واحتكاكها بالأمهات الكادحات مثلها وصلت لأنه لا يوجد حل  سوى التحرك معا كأمهات، وقالت "هنعمل مستقبل لأولادنا بأيدينا لأن للأسف محدش هيهتم بيهم غيرنا وبدأت مع مجموعة من اصدقائى المتخصصين وحابين يخدموا أولادنا وانشأنا مؤسسة أنا إنسان".

وأوضحت: "كان الهدف من اختيار هذا الاسم هو أن أولادنا بني ادمين زيهم زى غيرهم ومن حقهم الحياة بصورة آدمية والتعليم والعمل"، مؤكدة أنها اختارت ذلك الاسم لتوضح آدمية أبناء ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحق لهم ممارسة كل أساليب الحياة بصورة طبيعية لينشئوا طبيعيين لا ينقصهم شئ.

وتعمل المؤسسة على إقامة ندوات ومحاضرات وورش عمل لأولياء الأمور لتأهيلهم فى التعامل مع أولادهم على يد أساتذة متخصصين فى مجال التربية الخاصة.

وتسعى لتوسيع مدارك المؤسسة ولكنها تفقد الدعم، ولكنها تسعى جاهدة هذة الفترة لتحقيق حلمها وحلم جميع أولياء أمور ذوى الاحتياجات الخاصة المتمثل في إنشاء مركز تعليمي وتأهيلي لأبنائهم فى كل محافظات الجمهورية لتغطية العجز الكبير ولخدمتهم بأسعار رمزية وتكون الخدمات المقدمة أكاديمية ورياضية وفنية لاستغلال طاقاتهم بطريقة إيجابية وتعليمهم حرف يدوية ومهنية ليستطيعوا كسب المال والاعتماد على أنفسهم.