مزيد من التسهيلات.. حكايات نجاح من قلب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة
اهتمت الحكومة مؤخرًا بتنمية المشروعات الصغيرة، من أجل محاربة البطالة، لاسيما لدى الشباب المبدعون، الذين يكون لديهم أفكار لمشاريع جيدة وخطط مبهرة لها إلا أن التمويل المادي يقف عائق أمامهم من تنفيذ تلك المشروعات على أرض الواقع، التي تفيد المجتمع وتحقق لهم ربح مادي.
ويظهر ذلك الاهتمام في جهاز تنمية المشروعات الصغيرة الذي أنشأته الحكومة منذ سنوات من أجل تمويل المشروعات الصغيرة لدى الشباب، وبات يضم حكايات كثيرة لهم، في وقت يقوم فيه كل فترة بتدشين تسهيلات في الإجراءات تشجع الشباب على الإقدام في تقديم أفكار لمشروعات صغيرة.
وأمس، أعلنت وزارة التنمية المحلية عن تسهيلات جديدة في المبادرة التي تنفذها لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، وتشجيع الشباب على العمل الحر وخلق فرص عمل جديدة.
وأوضحت أن المبادرة ستكون في ضوء الإستراتيجية الوطنية ورؤية مصر 2030، حيث تستهدف العمل على تعزيز الدور الهام لقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر وريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة.
إلى جانب إجراء تسهيلات عديدة، لمتابعة المشروعات المتغيرة، للوقوف على أسباب تعثرها وتقديم مقترحات الحل للدفع بعجلة المشروع للأمام وتقديم مزيد من التيسيرات للمواطنين، ومتابعة المشروعات المنفذة بالوحدات القروية وإبراز النماذج الناجحة لكى تكون حافزا لباقي الشباب.
وبالفعل هناك شباب وحكايات كثيرة يضمها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، لأفكار دعمها الصندوق منذ البداية للشباب حتى أصبحت مشروعات ضخمة تدر على صاحبها ما يكفيه، "الدستور" رصدت بعض تلك الحكايات في التقرير التالي.
شعبان حميدة، من محافظ بني سويف بدأ من خلال الجهاز بورشة صغيرة لتصنيع الزيوت العطرية الخام، حتى أصبح لديه مصنع صغير به ويصدر تلك الزيوت إلى دول أوروبا، خاصة فرنسا وألمانيا، إذ أنه بمشاركة ٣٠ عاملًا، استطاع توفير منتج بجودة ومواصفات دولية حفظ مكانته سنوات طويلة لدى مستوردى الزيوت العطرية.
يوضح أن عائلته كانت تمتلك أرض زراعية للنباتات العطرية مثل الريحان والبردقوش والشبت، فقرر بناء المصنع لتقطير الزيوت العطرية وتصديرها للخارج، بدلًا من بيع النباتات فقط مثلما كان يفعل والده وجده فلجأ إلى جهاز تنمية المشروعات الصغيرة.
يقول: "آلاف الأفدنة تتم زراعتها فى قريتنا، خلال ٣ عروات شتاءً وصيفًا، وذلك بدءً من الموسم الشتوى فى ديسمبر الذى نحصد محصوله في يونيو، ثم يستقبل مصنعى، ضمن ٦ مصانع أخرى، المحصول من جميع مزارعي القرية".
لا يترك مصنع «حميدة» أى جزء فى النبات دون الاستفادة منه، فبعد استخراج الزيت الخام يستغل المخلفات ويبيعها لمصانع الأسمدة، مشيرًا إلى أنه طوّر عمل مصنعه وتمكن، منذ سنوات قليلة، من استخراج زيت البرتقال والليمون.
وتدل الأرقام أيضًا على نجاحات الجهاز، إذ أنه في عام 2019 قام جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، بتسجيل 2000 مشروع من جميع المحافظات بالجهات الحكومة، كما ساعد الشركات الصغيرة على تنفيذ 172 صفقة تكامل بين المشروعات.
وساهم الجهاز في تأهيل المشروعات للتعريف بمتطلبات التصدير لعدد 400 مشروع، بالإضافة إلى تكويد منتجات 88 عميل، وتشبيك 190 مشروع بالقنوات التسويقية المختلف.
وعبر الجهاز أيضًا، استطاع عادل الجزار من محافظة الدقهلية امتلاك ورشة ومصنع صغير اللريكو، يقول: "يوجد فى المصنع ٤٥ عامل وعاملة، يشتغلون في صناعة التريكو والتطريز، وتحديدًا الملابس الشتوية الثقيلة وتصديرها للخارج".
يضيف: "إحنا اللى بنصنع القماش اللي بيدخل في صناعة الملابس، وشغل التريكو بتعمله السيدات العاملات في المصنع بإيديهم، عشان تكون كل حاجة صنعت فى مصر، وبعد كده بنصدر للخارج".
يختتم: "٨٠٪ من إنتاج المصنع إلى الخارج فى العام الماضى، أصبح للمصنع زبائن فى كل دول العالم، خاصة أن النسبة الكبرى من الإنتاج تكون للتصدير وليست للاستهلاك المحلي".