«موثّق البرّية».. محمد حازم يجول مصر لتصوير الحيوانات النادرة
بينما كان الأطفال ينتظرون عرض برامجهم الترفيهية المفضلة، كان الأدرينالين يرتفع في جسده عندما يبدأ تتر برنامج عالم الحيوان الشهير عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع، وتتسع عيناه في حماس للتعرف على سلوك نوع جديد من الحيوانات.
شب المهندس محمد حازم وهو يتابع كل برنامج وكل قناة تعرض محتوى إعلامي يتعلق بالحياة البرية في كل أنحاء العالم، وعندما دخل الجامعة وتفوق في دراسته للهندسة أهدته والدته كاميرا فكانت بدايته مع تصوير الحياة البرية التي عشقها وتشغل جزءًا كبيرَا من تفكيره.
يروى حازم لـ"الدستور"، أول أشكال الحياة البرية المصرية التي وثقها بالكاميرا: "بعد ما والدتي أهدتني الكاميرا بدأت أشتري عدسات مناسبة وكانت العصافير والطيور هي أول الحيوانات اللي بدأت أصورها لأنها متاحة في كل مكان في المدينة".
قاده عشقه للحياة البرية للبحث عن طائر الفلامنجو الذي يظهر في مدينة الفيوم وذهب لتصويره رفقة اثنين من المهتمين بتصوير الطيور، لتبدأ رحلة ثلاثية تجمعهم في تصوير الحياة البرية في عديد من المحافظات المصرية.
تنقل الفريق بين أسوان وبحيرة ناصر حيث التماسيح وتوثيق هجرة الطيور إلى الفيوم ذات الطبيعة الغنية بالكثير من الحيوانات والطيور: "الفيوم وأسوان من أكثر المدن اللي ممكن محبي الطبيعة والحياة البرية يصورا فيها لاختلاف الأشكال والأنواع فيها".
تنوعت صور حازم بين الطيور بأنواعها والثعالب والذئاب وأيضًا الحياة البحرية فذهب إلى محمية رأس محمد والبحر الأحمر لتصوير الدلافين وأنواع الأسماك المختلفة، ويتحدث عن أكثر الحيوانات التي أرهقته في التصوير: "الذئب هو أكثر الحيوانات التي واجهت صعوبات في تصويرها فقد ترصدت له خمس سنوات قبل أن أتمكن من التقاط صورة صحيحة له".
أضاف: "نحتاج إلى معرفة سلوك الحيوان ويساعدنا مديرين المحميات الطبيعية في التعريف بالحيوانات المختلفة وتوقيت ظهورها، ويظل أفضل أوقات التصوير هو وقت الشروق والغروب وألا يرى الكائن المصور أو معدات التصوير حينها يكون على طبيعته ويمكن التقاط الصورة الصحيحة".
لا يتخذ حازم توثيق الحياة البرية مهنة يحصل منها على دخل ثابت ولكنه يعمل كمهندس ويتعامل مع تصوير الحياة البرية كهواية،ولكنها هواية مكلفة بسبب حاجتها إلى المال الكثير للتنقل بين المدن، والحاجة إلى فترات طويلة من الإجازة لالتقاط صور مرضية.
"هواية مرهقة ومكلفة، لكن بعد رؤية الصور والرضا عن جودتها وتوقيت التقاطها الصحيح يزول كل التعب".. عندما يعود حازم من رحلته ويقضي ليلته في تفريغ محتوى الكاميرا والاستمتاع باللقطات ينسى كل ما تكبده للوصول إلى اللقطة المثالية.