فى ذكرى رحيله.. قصة مقاطعة أحمد رمزى لـ عمر الشريف
تمر اليوم الذكرى التاسعة على رحيل دنجوان السينما المصرية الفنان أحمد رمزي، الذي يعتبر واحدًا من أبرز نجوم الفن من جيل السينما الذهبية، وقدم مشوارًا فنيًا مميزًا يحتوى على أعمال سينمائية ودرامية ما زالت راسخة في أذهاننا ويحتذى بها حتى الآن.
ولد أحمد رمزي بمحافظة الإسكندرية، وكان والده طبيبًا، والتحق بكلية الطب، لكنه لم يستمر وتركها وانتقل للدراسة بكلية التجارة، وبعدها اتجه إلى التمثيل، وبعدها تقابل مع المخرج حلمى حليم، الذي عرض عليه بطولة فيلمه الجديد "أيامنا الحلوة" الذى تم إنتاجه عام 1955 وشاركه في البطولة صديقه الفنان الراحل عمر الشريف، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.
رمزي أو «فتى الشاشة»، كون صداقات عديدة في الوسط الفني، لكن علاقته وصداقته بالفنان الراحل عمر الشريف، كانت مميزة للغاية وكان دائمًا يتحدث عنه ويقول «صديق العمر»، وعلى الرغم من الصداقة القوية، إلا أن الثنائي كانت لهما قصة قطيعة استمرت لعدة أشهر، لا يعرفها الكثيرون تسبب فيها المخرج عاطف سالم، ودونها في مذكراته نرصدها في السطور التالية: «أثناء تصوير فيلم «صراع في الميناء» للمخرج يوسف شاهين، كان في سيناريو الفيلم، مشهد يستلزم وقوع مشاجرة بين عمر الشريف، الذى كان يجسد شخصية «رجب الونش» وبين أحمد رمزي «ممدوح»، بسبب غيرة رجب على حبيبته وابنة خالته فاتن حمامة «حميدة» من «ممدوح» وأراد حينها مساعد المخرج عاطف سالم، أن يجعل مشهد خناقة رجب مع ممدوح ساخنًا خلال الأحداث، وتبدو خناقة حقيقية، ووقتها كان عمر الشريف متزوجًا من فاتن حمامة في الحقيقة».
ومن ثم همس مساعد المخرج عاطف سالم، في أذن عمر الشريف بأنه لاحظ بعينيه أحمد رمزي يغازل فاتن أكثر من مرة، مما أثار غيظ وغيرة عمر الشريف على زوجته فاتن حمامة.
وما إن بدأ تصوير مشهد الخناقة، حتى انهال عمر الشريف ضربًا حقيقيًا بالأيدي وركلاً بالقدم في جسد ووجه أحمد رمزي، حتى إن سقطت الدماء من وجهه، ولم يكتف عمر حتى دفعه في مياه البحر الملوثة بزيت البواخر، وأصيب كل فريق العمل في الفيلم بالدهشة من التصرف غير المتوقع من عمر الشريف ضد صديق عمره أحمد رمزى.
استمرت المقاطعة بين أحمد رمزي وعمر الشريف بسبب عاطف سالم لفترة طويلة، وعلى إثرها رفض أحمد رمزي رفضًا باتًا أن يشترك في فيلم «إحنا التلامذة»، فاستعانوا بالفنان يوسف فخرالدين، بدلًا منه، ورفضت فاتن حمامة أن تشارك أيضًا في الفيلم لأن مخرجه هو عاطف سالم الذي تسبب في الواقعة، وحلت بدلًا منها الفنانة زيزي البدراوي.
ظلت المشاجرة والمقاطعة بين الصديقين حديث الوسط الفني، حتى جاءت مبادرة من صديقهما صلاح ذوالفقار، للصلح بينهما، فقام بدعوتهما من دون علمهما وعدد من الفنانين والمخرج عاطف سالم، لحضور عيد ميلاد ابنته «منى»، وأمام الجميع أقسم عاطف سالم على المصحف بأن أحمد رمزي لم يغازل فاتن حمامة، وأنه هو الذي خطط لذلك ليخرج مشهدًا ساخنًا، ولم يعرف أن النتيجة ستكون المقاطعة بين الصديقين، وأنه يأسف على ذلك، وبالفعل تعانقا وتصالحا.
وأراد عمر الشريف، الاعتذار لـ "رمزي" بطريقته الخاصة، فقام بالتنازل عن دور البطولة لأحمد رمزي في فيلم «حكاية العمر كله» أمام فاتن حمامة وفريد الأطرش عام 1965.