«الخضر» و«الديمقراطي الحر» يبحثان عن أرضيات مشتركة قبل الدخول في تحالف لتشكيل الحكومة
دخل المشهد السياسي الألماني مرحلة جديدة من المشاروات حول خليفة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قضت نحو 16 عاما في منصبها، قبل أن تودعه في انتخابات أظهرت نتائجها تقدم الحزب الديمقراطي الاشتراكي على حزب ميركل.
ونقلت «مونت كارلو الدولية» عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا، قوله إنه: يأمل في إجراء محادثات مع حزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار في وقت لاحق من هذا الأسبوع بشأن تشكيل حكومة ثلاثية.
وقال حزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار، اللذان يختلفان كثيرا حول العديد من القضايا، إنهما سيتحدثان أولا مع بعضهما البعض لإيجاد أرضيات مشتركة قبل بدء المفاوضات مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي أو المحافظين.
وقال رولف موتسنيش زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الاشتراكي إنه يرحب بمبادرة الحزبين الصغيرين لتسوية الخلافات، لكنه لا يزال يريد التحدث إلى الشريكين المحتملين في ائتلاف ثلاثي هذا الأسبوع.
وأضاف موتسنيش للإذاعة الألمانية: «سيكون من الجيد أن يركزالخضر والديمقراطيون الأحرار أيضا على الاجتماع معنا هذا الأسبوع لإجراء محادثات استكشافية».
ويأمل أولاف شولتز، المرشح ليكون أول مستشار للحزب الديمقراطي الاشتراكي منذ تولي ميركل المنصب عام 2005، في إحراز تقدم.
وأضاف شولتز على تويتر: «أنا متفائل. سننجح في بناء ائتلاف عن طريق البراجماتية والاستعداد للتعاون».
فيما قال منافسه المحافظ آرمين لاشيت، إنه لا يزال بإمكانه محاولة تشكيل حكومة على الرغم من قيادته لتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي إلى أسوأ نتيجة انتخابات عامة على الإطلاق.
مشاركة الشباب
من ناحيته، قال المحلل السياسي الألماني ميار شحادة، إن ما يمكن ملاحظته بقوة في الانتخابات التي جرت الأحد في عموم ألمانيا، هو نسبة المشاركة الكثيفة خصوصا من فئة الشباب.
وأضاف «شحادة» لـ«الدستور»، أن المزاج الشعبي الألماني العام يشعر بخطر الانزلاق للشعبوية أو الأيديولوجيا المفرطة، لذلك كانت النسب متقاربة بين الأحزاب بشكل عام.
وتابع بقوله، إن: مسألة تشكيل الحكومة ستأخذ وقتا، إلا أنه من المؤكد أن أطراف تشكيل الحكومة لا بد أن تكون ثلاثة أحزاب وليس حزبين كما جرت العادة في ظل حكم ميركل، والشخص الذي سيخلف السيدة القوية هو من يستطيع إقناع حزبي الخضر والديمقراطي الحر، والتوافق حول سياسات أكثر وضوحا فيما أفرزته الانتخابات في ألمانيا.
وأشار إلى أن الأمور لا تسيير بحسب من سيكون مستشارا كاسم، بقدر ما هو كيف يستطيع من سيخلف ميركل إقناع الكتل البرلمانية حول نقاط توافق على خريطة السياسة المقبلة، خصوصا أن الناخب يريد الحفاظ على مكتسب الاستقرار في السياسة الألمانية، وفي نفس الوقت يريد سياسة أكثر وضوحا في مسألة المناخ وإدارة السوق ومواضيع كضبط عملية الهجرة واللجوء.
وأكد «شحادة» أن على لاشيت وشولتز إقناع حزب الخضر والديمقراطي الحر والاتفاق معهما على خريطة واضحة، وبالرغم من تأكيد الأطراف بأن الحكومة القادمة سترى النور قبل أعياد الميلاد سنرى ما يمكن حدوثه في قابل الأيام.
ونوه بأن ما يمكن توقعه خلال الفترة المقبلة أن حزبي الخضر والديمقراطي الحر سيكونان عامل الحسم في تشكيل الحكومة المقبلة، حيث إن الحزبين الكبيرين الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الديمقراطي لا يستطيعان تشكيل حكومة لأن نسبهما تقل حتى عن ٥٠% في التصويت الأخير.