تراجع أرقام حزب المرأة القوية طبيعية..
التوافق مع «الخضر» و«الديمقراطى الحر» كلمة السر فى خلافة ميركل
قال المحلل السياسي الألماني ميار شحادة، إن ما يمكن ملاحظته بقوة في الانتخابات التي جرت أمس الأحد في عموم ألمانيا، هو نسبة المشاركة الكثيفة خصوصا من فئة الشباب.
وأضاف «شحادة» لـ«الدستور»، أن المزاج الشعبي الألماني العام يشعر بخطر الانزلاق للشعبوية أو الأيديولوجيا المفرطة، لذلك كانت النسب متقاربة بين الأحزاب بشكل عام.
وتابع بقوله، إنه كان من الطبيعي جدا أن يشهد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي تراجعا في الأرقام وسط مغادرة أنجيلا ميركل للحكم بعد 16 عاما، إضافة إلى الهفوات التي ارتكبها خليفتها لاشيت خلال السنة الماضية.
سياسة أكثر وضوحا
وأشار إلى أن مسألة تشكيل الحكومة ستأخذ وقتا، إلا أنه من المؤكد أن أطراف تشكيل الحكومة لا بد أن تكون ثلاثة أحزاب وليس حزبين كما جرت العادة في ظل حكم ميركل، والشخص الذي سيخلف السيدة القوية هو من يستطيع إقناع حزبي الخضر والديمقراطي الحر، والتوافق حول سياسات أكثر وضوحا فيما أفرزته الانتخابات في ألمانيا.
وأكد أن الأمور لا تسيير بحسب من سيكون مستشارا كاسم، بقدر ما هو كيف يستطيع من سيخلف ميركل إقناع الكتل البرلمانية حول نقاط توافق على خريطة السياسة المقبلة، خصوصا أن الناخب يريد الحفاظ على مكتسب الاستقرار في السياسة الألمانية، وفي نفس الوقت يريد سياسة أكثر وضوحا في مسألة المناخ وإدارة السوق ومواضيع كضبط عملية الهجرة واللجوء.
وتوقع «شحادة» أن على لاشيت وشولتز إقناع حزب الخضر والديمقراطي الحر والاتفاق معهما على خريطة واضحة، وبالرغم من تأكيد الأطراف بأن الحكومة القادمة سترى النور قبل أعياد الميلاد سنرى ما يمكن حدوثه في قابل الأيام.
ونوه بأن ما يمكن توقعه خلال الفترة المقبلة أن حزبي الخضر والديمقراطي الحر سيكونان عامل الحسم في تشكيل الحكومة المقبلة، حيث إن الحزبين الكبيرين الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الديمقراطي لا يستطيعان تشكيل حكومة لأن نسبهما تقل حتى عن ٥٠% في التصويت الأخير.
العالم يترقب
ويترقب العالم من سيخلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي انتهت فترة ولايتها رسميا مع الانتخابات التي أجريت أمس الأحد، والتي حل فيها الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ ثانيا بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ومن المفترض أن تصدر الأحزاب الألمانية المختلفة التي قد تدخل في ائتلاف حكومي مقبل، مؤشرات حول تحالفاتها المحتملة، غير أن الطريق لتشكيل الحكومة لن يكون بالضرورة مفروشا بالورود.
وأظهرت أولى النتائج الرسمية المؤقتة التي نشرت اليوم الإثنين، على موقع اللجنة الانتخابية حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتز على 25.7% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على المسيحيين الديموقراطيين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذين حصلوا على 24.1% من الأصوات، وهي أدنى نسبة لهم.
ولم يسبق للمحافظين أن سجلوا نسبة تقل عن 30%. ويشكل ذلك انتكاسة قوية لمعسكر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت تستعد فيه للانسحاب من الحياة السياسية. لكن ذلك لا يحسم النتيجة، ففي ألمانيا لا يختار الناخبون مباشرة المستشار بل النواب. بحسب إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله».