«وافق عليه نجيب محفوظ».. كيف منع الإخوان مشروع مسلسل «أحفاد سي السيد»؟
في يناير 2011، وقع محمد حلمى هلال مع المنتج الأردني إسماعيل كتكت، مسلسل "أحفاد سي السيد" الذي يتصور فيه ما آل إليه أحفاد "سي السيد" في عام 2011، كيف تكون حياتهم ومصائرهم استكمالًا لما كتبه الأديب الراحل نجيب محفوظ، الذي وافق على الفكرة وأعجب بها جدًا.
يحكي "هلال" لـ"الدستور":"زرت أديب نوبل نجيب محفوظ رفقة الكاتب محمد سلماوي لأحصل على موافقة لصالح الرقابة التلفزيون المصري، وكان وقتها قد تعافى من أثر الاعتداء عليه من الحادث الإرهابي، واستغرب وقتها: "أنا مالي؟، الأمر يحدث في العالم كله، هل يحصل الأوروبيون على موافقة شكسبير مثلًا؟". ووقع أديب نوبل بالموافقة".
إثر قيام ثورة يناير، سافر "كتكت" إلى الأردن، ونقل عمله لهناك، وطلب من محمد حلمي هلال عرض المسلسل للبيع، وتنازل له عن مقدم التعاقد، لكنه أكد على عدم قدرته المادية لدفع أجر العشر حلقات التي انتهى منها "هلال".
حاول "هلال" التعاقد بالعشر حلقات من "أحفاد سي السيد" مع التلفزيون المصري، لكنه اكتشف أن "ماسبيرو" أصبح إخوانيًا، سيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعدما تشددت الرقابة، ورغم موافقتهم على الفكرة في البداية إلا أنهم تدخلوا فيها بعدة تعديلا مجحفة.
يحكي "هلال":"طلبوا مقابلتي، لكنني فوجئت بسيدة منتقبة في لجنة الرقابة تجلس أمامي في قلب التلفزيون المصري، وقبل دخولي، أخبرني أحد أصدقائي أنهم سيدمروا العمل، وفعلًا تدخلوا في العمل، وحذفوا معظم مشاهد العمل، فغضبت واعترضت بشدة، وحاولوا تهدئتي، وأخبروني أن الحذف من مصلحة العمل، لكني انصرفت غاضبًا".
في تلك الفترة، ألغيت وزارة الإعلام بناء على نصوص الدستور المصري الجديد، واتباعا لطريقة عمل البيروقراطية المصرية، كان لا بد أن تعرض الخطة الفنية على وزير الإعلام، وإذا غاب، تعرض على رئيس الوزراء، وكان وقتها المهندس إبراهيم محلب، يقول "حلمي":"عندما سألت عن مصير العمل، أخبروني:السيناريو لدى رئيس الوزراء، وبعدها أغلق قطاع الإنتاج، صوت القاهرة، مدينة الإنتاج الإعلامي، وكل شيء أغلق تمامًا".