وزير الثقافة العراقية: تلقينا وعودًا من أمريكا لاستعادة مزيد من القطع الأثرية
أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقية، دكتور حسن ناظم، أن بلاده تلقت وعودًا من الولايات المتحدة لاستعادة مزيد من القطع الأثرية، بالتزامن مع تسلم بغداد قطعة أثرية يبلغ عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام.
وقال ناظم، خلال حديثه لقناة الحرة، إن "جهود استعادة القطع الأثرية ستتواصل، وهناك وعود باسترداد قطع أخرى في المستقبل، لأن البيئة القانونية في الولايات المتحدة باتت تسمح بذلك".
وأضاف ناظم، خلال حضوره حفل تسليم لوح جلجامش في واشنطن، أن "آلاف القطع الأثرية التي استرجعناها تم جردها وسيتم عرضها في المتحف الوطني الذي سيتم افتتاحه قريبًا أمام الزائرين".
وفي سؤال حول عدد القطع الأثرية العراقية المهربة، أشار وزير الثقافة إلى أن العراق "لا يمتلك إحصائية واضحة لعددها، لأن أغلبها هربت عن طريق النبش العشوائي، وهذا لا يمكن ضبطه في الوقت الحالي، لأننا لا نمتلك التقنيات اللازمة لذلك".
وأوضح أن "السلطات العراقية تلاحق بعض الآثار المهربة التي نعرفها في جميع البلدان سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة أو دول الجوار".
وتعهد الوزير بأن القطع الأثرية التي تمت استعادتها لن يتم تهريبها مرة ثانية، "لأن المتحف العراقي مصون وفيه الحماية اللازمة وكل الشروط التي تحفظ آثارنا".
لكنه استدرك بالقول: "ما لا نستطيع السيطرة عليه هو منع تهريب الآثار عبر النبش العشوائي للأراضي الواسعة وخاصة في جنوب العراق".
ومن بين الخطط التي تعمل عليها الحكومة العراقية للحد من عمليات النبش العشوائي هو زيادة أعداد عناصر الشرطة الآثارية التي تلاحق مثل هؤلاء اللصوص، وفقا لناظم.
وفيما يتعلق بخطط الحكومة العراقية المتعلقة بالسياحة الأثرية في مدينة أور جنوب العراق، قال ناظم إن "البيئة هناك لا تزال غير مؤهلة لجلب الآلاف من السائحين".
وأضاف أن "السائحين عندما يأتون إلى مكان ما، لديهم احتياجات خاصة، فيما يتعلق بالفنادق وأماكن الراحة وغير ذلك، وهذه البيئة ما زالت غير متوفرة".
ولفت إلى أن عمليات بناء وتهيئة البنى التحتية اللازمة لاستقطاب السائحين من مخارج العراق "تحتاج لمزيد من الوقت".
واستعاد العراق، أمس الخميس، من الولايات المتحدة لوح "حلم جلجامش" الذي تم اكتشافه بين أنقاض مكتبة ملك شرق أوسطي قديم، ثم نُهِب من متحف عراقي قبل 30 عامًا.
وتم العثور على اللوح الطيني المسماري وعمره 3500 عام وتبلغ قيمته 1.7 مليون دولار في عام 1853، كجزء من مجموعة من 12 لوحًا بين أنقاض مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال.
ويعتقد المسئولون أنه خرج بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة عام 2003، ثم تم بيعه إلى سلسلة محلات "هوبي لوبي" للفنون والحرف اليدوية، ثم عرض في النهاية بمتحفها للكتاب المقدس في عاصمة البلاد.
وصادر عملاء فيدراليون من جهاز تحقيقات الأمن الداخلي اللوح من المتحف في سبتمبر 2019.
وجرت عملية تسليم اللوح في حفل أقيم بعد ظهر يوم الخميس بمتحف سميثسونيان الوطني للهنود الأمريكيين في واشنطن، وحضره مسئولون من العراق، بينهم وزير الثقافة العراقي.
وتعتبر عودة لوح "حلم جلجامش" جزءًا من جهد متزايد من قبل السلطات في الولايات المتحدة وحول العالم لإعادة الآثار المسروقة من بلدانها الأصلية.
وفي أغسطس الماضي، استلمت وزارة الخارجية العراقية من الولايات المتحدة أكثر من 17 ألف قطعة أثرية، كانت قد هربت إلى هذا البلد وإلى اليابان وهولندا وإيطاليا أيضًا.
وتعرضت المواقع الأثرية في عموم العراق إلى تدمير وسرقة وإهمال كبير، خلال الحروب التي مرت بالبلاد خلال السنوات الماضية، خصوصا بعد عام 2003، حيث سرقت من المتحف الوطني في بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد هذا التاريخ.