علماء أمريكيون يكشفون إمكانية رصد علامات المبكرة لمرض الزهايمر فى جذع المخ
توصلت دراسة جديدة إلى أن تغييرات معينة فى جزء من جذع الدماغ ، التى يمكن رؤيتها فى عملية المسح، قد تكون مؤشرًا مبكرًا محتملاً لمرض الزهايمر.
ووجد فريق من العلماء الأمريكيين -باستخدام تقنيات تصوير الدماغ المختلفة - أن " التكامل" الأقل فى منطقة جذع الدماغ ، كان مرتبطًا بإنخفاض أسرع في وظائف الذاكرة والتفكير لدى كبار السن، بالإضافة إلى بعض التغيرات الدماغية التي لوحظت في وقت مبكر من مرض الزهايمر.
وتعد الدراسة الحالية، التي نشرت فى عدد سبتمبر من مجلة "Science Translational Medicine"، الأحدث في جهود واسعة النطاق للعثور على "المؤشرات الحيوية" التي يمكن أن تساعد في التشخيص المبكر لمرض الزهايمر.
وتعرف المؤشرات الحيوية بالأشياء التي يمكن قياسها للكشف عن المرض بشكل موثوق - مادة في الدم أو نتيجة فحص الدماغ -، فعلى سبيل المثال.. قالت الدكتورة "ريبيكا إديلماير"، كبير مديرى "جمعية الزهايمر"الأمريكية:"في الوقت الحالي، يتم تشخيص معظم المصابين بمرض الزهايمر بناءً على تقييمات الذاكرة والتفكير المنطقي ومهارات التفكير الأخرى".
وأضافت: "لكن، العلماء يعملون على فهم عملية المرض الكامنة بشكل أفضل، وعلى طول الطريق، يجدون المؤشرات الحيوية التي تصيب مرض الزهايمر في وقت أقرب".
وتابعت: "من المحتمل أن تكون هناك طرق مختلفة للقيام بذلك - بما في ذلك تصوير الدماغ وقياس بعض المواد في السائل النخاعي النخاعي أو الدم ، حيث يتم بالفعل دراسة بعض هذه الأدوات، وفي بعض الحالات ، يتم استخدامها في رعاية المرضى".
وأكدت الدراسة الحالية، التى أجريت فى كلية الطب جامعة "واشنطن"، على تسليطها الضوء على علامة مبكرة محتملة يمكن أن تساعد فى التمييز بين شيخوخة الدماغ "الطبيعية " و "الشيخوخة المرضية ".. ركز العلماء ، فى دراستهم ، على منطقة جذع الدماغ ، المعروفة بإسم ( locus coeruleus ، أو " LC " ) ، حيث أشارت مجموعة من الدراسات السابقة لتشريح الدماغ إلى أن منطقة جذع الدماغ (LC ) ، هى أول منطقة فى الدماغ تصاب بتراكم غير طبيعى فى بروتين "تاو" المسبب للزهايمر.
ويتواجد بروتين " تاو" فى الدماغ السليم، لكن يمكن أن تتشكل أيضًا نسخ غير طبيعية منه، تلك التي تتشبث ببروتينات " تاو" السليمة الأخرى.. ففى الأشخاص المصابين بمرض الألزهايمر، على سبيل المثال، يصبح الدماغ مليئًا بـ "تشابكات بروتين “ تاو”، وكذلك "لويحات"، وهي كتل غير طبيعية من بروتين آخر يسمى "الأميلويد ".. وعلى عكس تراكم طبقات بروتين " لأميلويد"، الذي يظهر لاحقًا في الحياة، غالبًا ما يبدأ تراكم تاو مبكرًا.
وتشير الأبحاث إلى أن حوالي نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 40 عامًا لديهم تراكم تاو في منطقة جذع الدماغ ( LC )..
وأوضحت "جودى جاكوبس"، أستاذ مساعد فى كلية الطب جامعة "هارفارد" ، مستشفى "ماساتشوستس" العام فى بوسطن ، ما إذا كان هذا في الواقع جزءًا من عملية مرضية أمر غير واضح.
واستندت النتائج المتوصل إليها إلى 174 من البالغين الأكبر سنًا ، ومعظمهم من الأصحاء الإدراكيين .. خضعوا جميعًا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس " سلامة " منطقة جذع الدماغ ( LC ) ..
وأوضحت "جاكوبس"، أنه من غير الممكن قياس بروتين "تاو" فى هذه المنطقة من الدماغ نظرًا لصغر حجمها.. لكن تسمح التطورات الحديثة في تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي بقياس سلامة المنطقة، مما قد يعكس تراكم بروتين " تاو" .. بالإضافة إلى فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
وخضع المشاركون أيضًا للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني . وكان الهدف هو العثور على أي تراكم لبروتينى " تاو" و"الأميلويد" في مناطق أخرى من الدماغ متورط في عملية الزهايمر المبكرة.