الخشت: جامعة القاهرة عملت على تمكين المرأة داخل المناصب القيادية بها
نظمت جامعة القاهرة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني بمصر، والاتحاد الأوروبي، صباح اليوم، المؤتمر الختامي لمشروع "حرم جامعي آمن للجميع" لعرض إنجازات المشروع الذي بدأ منذ ٧ أعوام من خلال وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة القاهرة.
حضر فعاليات المؤتمر الختامي لمشروع "حرم جامعي آمن للجميع" التي عقدت بقاعة الاحتفالات الكبرى، الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والسفير البريطاني في مصر، ورئيس الاتحاد الأوروبي بمصر، ومديرة المجلس الثقافي البريطاني، وقيادات جامعة القاهرة، وممثلة المجلس القومي للمرأة، وعدد من القيادات النسائية في مصر.
وأكد الدكتور الخشت، أن مصر تتجه مع دول العالم نحو الإيمان بالحرية وأهمية دور المرأة، موضحًا أن مصر الآن تعيش عصر الدولة الوطنية من حيث سيادة الدولة بما تمثله من المفهوم الدولي السياسي للدولة العصرية.
وأشار الدكتور محمد الخشت، إلى أن الدولة المصرية كلها وليس جامعة القاهرة فقط تعيش في حرم آمن ، موضحًا أنه ضد التصور الأسطوري الخاطيء عن المرأة، سواء كان تصورًا اجتماعيًا أو دينيًا خاطئًا من خلال طريقة الناس في فهم القرآن والكتاب المقدس بشكل خاطيء، مشيرًا إلى أنه عبر عن ذلك من خلال 17 مقالا في هذا الشأن تم نشرهم بجريدة الأهرام.
ولفت رئيس جامعة القاهرة، إلى وجود الكثير من المفاهيم الخاطئة عن المرأة، مؤكدًا أن الأفكار أساس السلوك تجاه المرأة، حيث أنه إذا وجد الإيمان بأن المرأة إنسان كامل فإنه يمكن حل مشاكل التمييز ضدها.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن جامعة القاهرة شكلت منذ 4 سنوات مجلس الثقافة والتنوير الذي أصدر وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير، والتي تحدد هوية الجامعة وتتضمن عدة محاور من بينها رفض فكرة التمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين أو النوع.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن موقف جامعة القاهرة من المرأة مرتبط بموقف أعم وأشمل يتمثل في كل من المشروع الذي أطلقته الجامعة منذ 4 سنوات بتطوير العقل المصري، لأن تغيير طريقة التفكير هي أساس تغيير النظرة إلى العالم، بالإضافة إلى ارتباطه بتأسيس خطاب ديني جديد، لأن الدين يحدد كثير من أفكارنا وتصوراتنا.
وأكد الدكتور الخشت، أن مناهضة العنف ضد المرأة مرتبط بمفهوم أشمل عن حقوق الإنسان، لافتا إلى أنه مفهوم يشترك فيه العالم كله متمثل في عدة جهات، من بينها الأمم المتحدة، ووثيقة حقوق الإنسان، والمجلس الثقافي البريطاني.
واستعرض الدكتور محمد الخشت، خلال كلمته، تقريرًا حول أهم الإنجازات والمستجدات التي تمت بوحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة خلال الـ4 سنوات الماضية، ودورها في التوعية بقضايا المرأة، ونشر ثقافة مناهضة العنف ضد المرأة، وتقديم الدعم القانوني والنفسي للفتيات والسيدات اللاتي تعرضن للعنف داخل الجامعة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة للفتاة والمرأة داخل الحرم الجامعي، وذلك في إطار استراتيجية النهوض بالمرأة 2030، والاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف.
وأكد الدكتور الخشت، حرصه على تغيير اسم الوحدة من وحدة مناهضة التحرش ضد المرأة إلى وحدة مناهضة العنف ضد المرأة، وتغيير سياسة عمل الوحدة وتوسيع أنشطتها لتشمل جميع أنواع العنف ضد المرأة والذي يتضمن أشكالًا عدة، من بينها التحرش، والتهديد، والابتزاز، والتنمر، وتشويه السمعة.
وأضاف الدكتور الخشت، أن جامعة القاهرة عملت على تمكين المرأة داخل المناصب القيادية بها على أساس الكفاءة وليس النوع، حيث تولت المرأة 46 منصب قيادي داخل الجامعة، وتعيين 9 عميدات بالكليات، مؤكدًا استمرار العمل على زيادة فرص المرأة بشكل أوسع، موضحًا أنه طرح مفهوم تمكين الكفاءة وليس تمكين المرأة منذ ديسمبر 2017، خلال حملة الـ 16 يومًا، مؤكدا أن تولي المناصب يتم بناءا على الأفضل والأكفء.
وأكد رئيس جامعة القاهرة، على أن سياسة تمكين الكفاءات نابعة من إيماننا بالتكافؤ التام بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، وهو ما انعكس في محيطنا المهني من خلال تولي المرأة لأكبر عدد من المناصب القيادية في جامعة القاهرة، بشكل لم يسبق حدوثه في تاريخ الجامعة العريقة، وهن بالتأكيد جزء هام وأساسي في كافة نجاحات الجامعة في مختلف القطاعات خلال الفترة الماضية.
وأشار الدكتور الخشت، إلى أنه إلى جانب القيادات الأكاديمية من النساء، بينما على المستوى الإداري فإن مديري العموم من السيدات ورؤساء القطاع المالي أيضًا جميعهم سيدات موضحًا أن هذه القطاعات ميزانيتها أكثر من 10 مليار جنيه سنويًا، مما يؤكد كفاءة المرأة في تولي هذه المناصب ذات الأهمية البالغة.
وأكد الدكتور الخشت، حرص جامعة القاهرة على تغيير طريقة التفكير وثقافة المجتمع داخل الجامعة تجاه المرأة، والتوعية بقضاياها وبأن التعليم الجامعي آمن للجميع، من خلال تأسيس مجتمع أكاديمي وعلمي آمن يتسم بالسلمية ويخلو تماما من ممارسة أية صورة من صور العنف أو التمييز ضد منتسبات الجامعة، وتفعيل العقوبات الرادعة إزاء العنف الموجه لهن، وذلك بما يتلاءم مع المشروع الثقافي الذي أطلقته الجامعة في تطوير العقل المصري، والنهوض بالثقافة المجتمعية بشكل عام، والتي تلعب دورًا فعالًا في مساندة المرأة وإدراك حقوقها وحمايتها من جميع أشكال العنف والتمييز ضدها.