برنامج عمل «ديربان».. نص كلمة شكري في الأمم المتحدة بشأن العنصرية
ألقى وزير الخارجية سامح شكري، مساء اليوم، الأربعاء، كلمة مصر أمام المائدة المستديرة للاجتماع رفيع المستوى لإحياء الذكرى العشرين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل «ديربان»، وذلك في إطار فعاليات الشق رفيع المستوى للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد شكري أنه رغم الجهود لمحاربة حوداث العنصرية والكراهية، إلا أنها مستمرة، وتستهدف فئات بعينها، مثل الأفارقة والعرب والمسلمين وطالبي اللجوء في البلدان التي يذهبون إليها.
وقال، في نص كلمته أمام الأمم المتحدة، :"بدايةً أود أن أثني على انعقاد هذا الاجتماع رفيع المستوى، لإحياء الذكرى العشرين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل دربان، والذي يُمثل في حد ذاته تجديداً للالتزام الدولي بتنفيذ ما ورد فيهما".
التصدي لحوادث العنصرية والكراهية
وأضاف: "رغم ما تحقق من خطوات إيجابية لمناهضة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وغيره من أشكال التعصب، لازالت تلك الظواهر تطل علينا بوجهها القبيح، متخذةً صورًا متعددة، تتمثل في التمييز والكراهية على أساس الدين أو العرق أو اللون، وغير ذلك من أسس.. والمتابع للمنحنى المتصاعد الذي تتخذه ظاهرة العنصرية في السنوات الأخيرة، يلاحظ أنها تستهدف المنتمين إلى أصول أفريقية والعرب والمسلمين، والمهاجرين وطالبي اللجوء فى الدول المستقبلة لهم".
وتابع: "كما تستمر بعض السياسات الخاطئة وعناصر الخطاب السياسي في تكوين صور نمطية عن أبناء عرقيات، أو أتباع أديان بعينها، وربطها ببعض السلوكيات الإجرامية، وهو الخطاب الذي يتكرر دون رادع يوقفه، أحيانًا بحجة حماية حرية الرأي والفكر والتعبير، على نحو يجافي قيم الديمقراطية والمساواة واحترام الآخر، فضلًا عن مخالفته لقواعد القانون الدولي الآمرة في شأن تجريم العنصرية".
وأوضح: "يعكس ما تقدم، الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات حاسمة بتجريم العنصرية بمختلف تجلياتها وصورها، واتخاذ الإجراءات الفعالة لضمان المساءلة والمحاسبة وجبر الضرر، وتكثيف التوعية المجتمعية بمخاطر تلك الظاهرة، وتعزيز المؤسسات الوطنية المختصة بمكافحتها، وذلك في إطار خطط وطنية شاملة، بالاشتراك مع المجتمع المدنى بكل أطيافه والقطاع الخاص والإعلام، لقد آن لهذه الظاهرة أن تختفي من عالمنا، كما تظهر الحاجة للبناء على ما نتشاركه من قيم إنسانية، عوضًا عن التركيز المستمر على أوجه الاختلاف، والمحاولات الدؤوبة من جانب البعض لفرض رؤى ومفاهيم لا تتفق والخصوصيات الثقافية والدينية للعديد من المجتمعات، فالاختلاف هو مصدر غنى المجتمعات، والمجتمع الدولي ككل".
وأكمل: "ويتعين كذلك التعجيل بالانتهاء من وثيقة المعايير التكميلية للاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، بما يساهم في استكمال البنية القانونية على المستوى الدولي لتلافي أوجه القصور فى التعامل مع الأشكال المعاصرة للعنصرية".
وختم: "إن اجتماعنا اليوم لهو تأكيد للالتزام بالدرب الذي رسمه إعلان وبرنامج عمل دربان، ونثق فى أن جميع الدول الأعضاء تُشارك مصر الحرص على تنفيذ التزاماتها بموجب الإعلان السياسي الذي تم اعتماده صباح اليوم".