صدور رواية «البومة السوداء» عن دائرة الثقافة بالشارقة
صدرت رواية “البومة السوداء” للكاتب الروائي خليل الجيزاوي، عن سلسلة إبداعات عربية عن دائرة الثقافة بالشارقة الإمارات، سبتمبر 2021، وهي الرواية الثامنة في مشروعه الروائي.
وقَدَّمَ الناقد عمر عبد العزيز، الرواية بكلمة نقدية قائلا: السردية الماثلة بعنوان البومة السوداء للسارد الكاتب خليل الجيزاوي، تنتمي إلى عالم الرواية السير ذاتية، والتي سلَّم السارد العليم قيادها لسيرة جدته، واستتباعاً لعائلته، مُمازجًا بين السيرة والرواية البوليفونية متعددة الأصوات".
ورصد سيرة العائلة الريفية بتسلسل ناعم، وتكشُّفات نابشة لمعقول اللا معقول في عالم الوعي والوجود، المُوازيين لعالمي اللاشعور النفسي والغرائبية الوجودية، المُتَّصلتين بالثقافة التاريخية القادمة من العلاقة العضوية بالماورائيات، بشقيها الحميد وغير الحميد، في معادلة تلك المنظومة من السير المتداخلة، ينتصب الموت.
وأشار إلى أن في نص الرواية العديد من المحطات المهمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: استحضار الأدوار المهمة للكائنات المختلفة، ومثالها الكلب "عنتر" الذي يُباشر دوره اليومي بوصفِهِ حَامي حِمَى دواجن المنزل من هجمات الثعالب المنتشرة في البراري القريبة، كما يستحضر المؤلف لمحات وامضة من الآداب التدوينية ذات الصلة بالآداب الماورائية، دونما تردد في توظيف نصوص دالة، والاستغوار فيها، وخاصة النصوص القرآنية والأدعية والأوراد الصوفية والطلمسات.
ويقدم “الجيزاوي” سيرة ذاتية مُتناغمة مع نص روائي بوليفوني مُتعدد الأصوات، فيما يُعيدُ إلى الأذهان تلك المحطات السردية العربية المُعاصرة التي طالما اتصلت بالريف والمدينة، وفي المقدمة منها نصوص محمد عبد الحليم عبد الله الريفية، ونصوص نجيب محفوظ المدينية، ولا أزعم هنا أن ما سطَّره الجيزاوي إحياءٌ نمطيٌّ لتلك النصوص الباذخة، بل هو مزيد من الحفر الباحث عن مكنونات العلاقة بين الريف والمدينة، واتصالاً بذلك العلاقة بين الأنا الساردة والوسط المحيط.