«كان ياما كان».. كتاب يشرح كيف يمكنك أن تحكي لصغارك؟
صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة الدراسات الشعبية كتاب "كان ياما كان.. احك لأولادك" من تأليف الدكتور أحمد علي مرسي.
وعبر 180 صفحة من القطع المتوسط وأربعة فصول يحكي د. مرسي عن أهمية الحكي في زمن التكنولوجيا، كما يدعو إلى صون هذا الإرث الثقافي العظيم والذي كان يتقل من جيل إلى جيل شفهيا بعيدا عن محاولات التدوين.
يرى المؤلف أن الحكي هو الحضور الانساني الذي يصنع التواصل بين الانسان والانسان بما يمثله فالحاكي يكشف عن طبيعته الانسانية وحضوره المباشر وبخاصة بالنسبة لمرحلة الطفولة وهي التي يعنيها المؤلف وكيف يكن أن تكون الحكاية مرحلة إعداد عظيمة مما تحتويه من مثل وتنبيهات مخفية، وحب الطفل للحكايات يجعله يستمع ويوقن من الرسالة الموجهة إليه.
يقول الدكتور أحمد مرسي في مقدمة كتابه:" هذا الكتاب ليس موجها للمتخصصي في المأثورات الشعبية أو ما يصبح يطلق عليه "التقاليد الشفاهية"ضمن مجالات التراث الثقافي غير المادي"، فهنا يشرح الدكتور مرسي أن الكتاب ليس متخصصل بقدر ما هو يشرح ابعاد الحكي للشخص العادي وكيف يمكن أن يون حاكءً جيدا لأولاده، وكيف أن الحكي له مفعول السحر ويساهم في تنشئة جيدة للطفل من خلال الاوامر والنواهي التي تتضمنها الحكاية.
ويدعو المؤلف في كتابه الهيئات الثقافية إلى تبني مشروع دعا إليه منذ ثلاثي عاما وهو أن تكون هناك سلسلة من الكتب المقروءة المسموع تحت عنوان "احك لطفلك" تحتوي على "حواديت"يمكن للآباء أن يستمعوا إليها وأن يقرأوها ثم يعيدون حكايتها للاطفال في البيوت أو في دور الحضانة".
الدور الذي يدعوا إليه المؤلف نبع من أن هناك الكثيرين لا يجيدون فن الحكي، وكيف يمكن لهم أن يجذبوا انتباه اطفالهم بالحكايات التي تحتوي على تشويق وطرفة، وما للحكاية من دور تثقيفي ممتاز بالاضافة إلى أنها عنصر فعال من عناصر التنشأة للطفل.
في فصل المأثورات الشعبية يشرح الدكتور مرسي كيف عرفت المجتمعات أهمية هذه المأثورات ومنها الحكاية والفزورة والأغنة في تربية الأطفال، وصياغة سلوكهم وتعليمهم، وتنمية إحساسهم بالجمال".
ويكمل أن الاهتمام بثقافة الكبار لا بد ان يكون هناك اهتمام به تماما كثقافة الصغار، لان الدور الذي كان يقوم به الاجداد والجدات في الحكي تقلص تماما، ويتناقص بشكل مستمر، حتى ان تأثيره يتضائل، بعد ان أصبحت هناك مؤثرات أخرى تقوم بشكل الحكي مثل التلفزيونات، ومن هنا لم يعد الكبار يهتمون بمعرفة الحكايات التي يمكن ان تروى للصغار، وراح الامر يفلت من بين ايديهم رويدا رويدا، وبالتالي لا بد أن تكون هناك بعض الكتب التي تنمي هذه القدرات للكبار وإمدادهم بحكايات تصلح للصغار وتشتمل على حكايات بها أهداف وتوجيهات.
أما عن الحكي فلا أحد يعرف من الباحثين ما هي الاسباب التي أدت لظهور الفوازير والحكايات وكيف ظهرت، ويواصل الدكتور أحمد مرسي أن أبحاث الحكي الشعبي في بدايها كانت تركز على طبيعة الحكي وشكل الحكي نفسه، وفي ظل تعدد التفسيرات الخاصة بهذه المنطقة وكيف استقى بعضهم رؤية أن الحكايات نبعت من الأحلام وغيرها.
ويورد المؤلف الكايات للتدليل على رؤيته لنماذج شهيرة من الحكاات مثل حكاية الصياد والقمقم الذي يوجد به المعاقب من قبل سيدنا سليمان، وغيرها من الحكايات التي لها تواجد وظهير كبير في الخلفية الثقافية للوعي الجمعي المصري.
ويورد المؤلف أنواع الحكي وينتقل إلى العديد من الحكايات التي تصلح للصغار، وفي النهاية فغن قية الكتاب تنبع من رؤية ان الطفل يجب أن يعود إلى ما كان في سابق عهده وقت وصاية الجدات على قلوب الاطفال بحكاياتهن وأن غياب ذلك بالكلية يؤدي إلى غياب منظومة عظيمة من القيم الاصيلة،والسماح للأطفال بغزوهم من واقع ثقافات أخرى وهو ما يحدث من تأثير عكسي لبرامج الاطفال، وغيرها.