الروم الملكيين خلال احتفالات اليوم: طهارة القلب أروع من جميع العظات
تحتفل كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، برئاسة الأنبا جورج بكر، اليوم الخميس، بحلول الخميس السابع عشر بعد العنصرة، وتذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا الجديرة بكلّ مديح- بحسب تعبير الكنيسة.
وقالت الكنيسة إنه: "ولدت القديسة أوفيميّا في خلقيدونية، وعاشت في عهد الطاغية غاليروس. استشهدت سنة 304. في أثناء المجمع الخلقيدوني الملتئم سنة 431، لما اختلف آباء المجمع الارثوذكسيون واصحاب بدعة القائلين بطبيعة واحدة في المسيح، كتب كلٌ من الفريقين بياناً بمعتقده ووضعه في التابوت المحتوي على جثمان القديسة أوفيميّا العظيمة في الشهداء. ولما كان الغد، فتحوا التابوت، فوجدوا قانون المعتقد الارثوذكسي القويم في يدها، وقانون المعتقد الهرطوقي تحت أقدامها. وبذلك ثبتت الشهيدة الايمان الارثوذكسي مجترحة بعد الممات اعجوبة باهرة تذكرها الكتب الطقسية بالفخر وعرفان الجميل".
وتكتفي كنيسة الروم الملكيين برئاسة الأنبا جورج بكر، اليوم الخميس في احتفالاتها بحلول الخميس السابع عشر بعد العنصرة، وتذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميا، بالقداس الإلهي بعدة قراءات كنسية على مدار اليوم وأبرزها رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس، إنجيل القدّيس مرقس.
بينما تقتبس العظة من كتاب الشروحات للراهب والأسقف فْراهاط الحكيم، الذي رحل عام 345،وهو أسقف بالقرب من مدينة الموصل وقدّيس في الكنائس السريانيّة الأرثوذكسية.
وتقول العظة: "إنّ طهارة القلب هي صلاة أروع من جميع العظات التي تُتلى بها بصوتٍ عالٍ، كما أنّ الصمت المترافق مع ضمير صادق يتفوّق على الصوت العالي للرجل الذي يصرخ. والآن يا صديقي، امنحني قلبك وذكاءك: أصغِ إليّ وأنا أكلّمك عن قوّة الصلاة الطاهرة، وشاهد كيف أصبح آباؤنا، الأبرار السابقون، مهيبين بفضل صلواتهم أمام الله، وكيف أصبحت هذه الصلوات بالنسبة إليهم تقدمة طاهرة".
وتضيف: "في الواقع، فقد قُبلت الذبائح من خلال الصلوات. هي التي أوقفت الطوفان، هي التي قضت على العقم، هي التي هزمت الجيوش، هي التي كشفت عن الألغاز، هي التي شقّت البحر، هي التي فتحت ثغرة في نهر الأردن واحتجزت الشمس وجمّدت القمر، هي التي تخلّصت من الخطأة وأسقطت النار، هي التي احتجزت السماء وأخرجت من الهاوية وحرّرت من النار وأنقذت من البحر. قوّتها كبيرة جدًّا كما كانت كبيرة قوّة الصوم الطاهر".
وتكمل: "في الواقع، بسبب طهارة قلب هابيل، نظر الله إلى تقدمته فيما لم ينظر إلى تقدمة قايين، ثمار قلب هذا الأخير هي التي شهدت ضدّه وأظهرت أنه كان ممتلئًا بالحيلة، كونه قتل شقيقه. في الواقع، ما اخترعه تفكيره نفّذته يداه؛ لكن طهارة قلب هابيل، هذه كانت صلاته".