الأزهر: قفزة كبيرة فى عدد مقتحمى الأقصى خلال أغسطس
رصد تقرير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الاقتحامات الصهيونية المتطرفة لساحات المسجد الأقصى المبارك خلال شهر أغسطس الماضي، ووفق المعطيات التي نشرتها جماعات الهيكل المزعوم، ظهرت قفزة نوعية في عدد المقتحمين تقدر بـ 76% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، الذي تفشى فيه وباء كورونا، ليصل عدد المقتحمين خلال هذا الشهر إلى نحو 4,239، مقارنةً بـ 2,759 مستوطنًا خلال الشهر نفسه من العام الماضي.
وبمناسبة حلول عام عبري جديد؛ نشرت جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة عبر منصاتها، ووسائل الإعلام العبرية، بيانات إحصائية عن عدد المقتحمين خلال العام العبري المنصرم، والتي أظهرت قفزة نوعية في أعداد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال ذلك العام.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤولين في تلك الجماعات، قولهم إنه على الرغم من عام الكورونا الثاني على التوالي وإغلاق ساحات الأقصى في بعض الأحيان، إلا أنه تم تسجيل زيادة بنسبة 13% في عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، خلال العام العبري المنصرم، ليصل عدد الذين اقتحموا ساحاته 2,5518 مستوطنًا متطرفًا.
ويشير مرصد الأزهر، إلى أن الشهر المُنصرم شهد عددًا من الأنشطة الصهيونية المتزايدة من قبل جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم، أبرزها كان اقتحام عدد من الحاخامات الجدد والمستوطنين لساحات الأقصى لأول مرة في حياتهم، وزيادة عدد ساعات الاقتحامات، والسماح لهم بإقامة الصلوات التلمودية علنًا، ونشرها عبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى توفير دروس توراتية داخل ساحات الأقصى للمقتحمين، وإقامة معسكر صيفي منتظم للأطفال؛ مما ترتب عليه شعور المستوطنين الصهاينة بتحسن وضعهم داخل الأقصى، وفرض سياسة الأمر الواقع الجديد؛ الأمر الذي أدى إلى تصاعد نسبة المقتحمين.
ويلفت مرصد الأزهر إلى دور حكومة الكيان الصهيوني في تسهيل الاقتحامات وتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين، وهو الأمر الذي قالت منظمات الهيكل إنه السبب الرئيس في تزايد أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى؛ حيث بات المستوطنون يشعرون بتحسن وضعهم بشكل كبير داخل الأقصى، والسماح لهم بإقامة الصلوات علنًا، ونشرها في وسائل الاعلام.
وفي الـ12 من أغسطس أجرى الحاخام المتطرف "يهودا جليك"، لقاءً صحفيًا في ساحات الأقصى، تناول فيه روايات مزيفة حول الهيكل المزعوم. كما أنشد المغنى الصهيوني "يائير ليفي"، المزمور رقم (121) عند درجات البائكة الغربية الشمالية؛ وهو نشيد يزعم المستوطنون أنّه كان يقام عند درجات المعبد المزعوم في بداية شهر "إيلول" العـبري علاوة على رفع صور للهيكل المزعوم داخل باحات الأقصى، والتقاط الصور التذكارية.
وعلى صعيد الإجراءات الحكومية، قامت سلطات الاحتلال، في الـ29 من أغسطس، بالبدء في ترميم جسر المغاربة الخشبي المؤدي إلى باب المغاربة، استجابة لمطالب منظمات الهيكل؛ ليُتيح لقوات الاحتلال والمستوطنين استباحة الأقصى المبارك من هذا الباب الذي يحتفظ الاحتلال بمفتاحه منذ احتلال مدينة القدس عام 1967م. وما يمثله القرار من تعدٍ سافر على سلطات "دائرة الأوقاف الإسلامية"، واستمرار لمخططات التهويد التي تساعد على مزيد من التواجد الصهيوني داخل باحات الأقصى المبارك.
هذا وقد انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تبين الخطر الذي يحدق بالأقصى، والوضع السيء الذي وصل إليه؛ لذا يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من زيادة وتيرة الاقتحامات الصهيونية خلال فترة الأعياد الصهيونية الجارية، والتي تمتد حتى 28 سبتمبر الجاري، والتي ربما تحقق قفزة كبيرة في عدد المقتحمين خلال نهاية العام الميلادي الجاري، والتي ربما تتجاوز الثلاثين ألفًا؛ وهو الأمر الذي يعني أن خُطّة التقسيم الصهيوني الزماني للمسجد الأقصى تسير في خطواتٍ ثابتة نحو هدفها؛ مما يُنذِر بإشعال حربٍ دينيةٍ قد تقضي على الأخضر واليابس، وتُهَدِّد السلامَ والاستقرار العالمي.
كما نطالب المجتمع الدولي وكافة مؤسساته بضرورة الوقف الفوري للتحريض المستمر على الاقتحامات الصهيونية للأقصى في محاولة صهيونية خبيثة لاختلاق تاريخ يهودي مزور، ومحاولة لفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة وبسط السيادة الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك.