حدث في مثل هذا اليوم.. تدشين وتجديد هيكل قيامة السيد المسيح بفلسطين
تحتفل كنيسة الروم الملكيين، اليوم الإثنين، برئاسة الأنبا جورج بكرة بعدة مناسبات، أولها تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة كرنيليوس قائد المئة.
وتقول الكنيسة: "يظهر أن الكنيسة البيزنطية تعيّد لشخصين اثنين باسم كرنيليوس. الاول هو قائد المئة من الفرقة الايطالية، الذي أمره الملاك أن يبعث إلى بطرس ليستدعيه اليه من يافا ليستـنير منه بكلمة الانجيل. وهو أول وثني آمن بالمسيح واعتمد باسمه، فحلّ عليه الروح القدس. وقصة ايمانه وعماده يرويها كتاب أعمال الرسل في ادق تفاصيلها، كما يروي الضجة التي قامت في الأوساط المسيحية اليهودية في اورشليم بسبب قبول رجل من "الامم" في الكنيسة. والثاني هو كرنيليوس البابا، الذي اعتلى عرش السدة البطرسية في عهد الامبراطورين غلّوس وفوليزيانوس. وهو الذي غني بنقل رفات الرسولين بطرس وبولس من الدياميس لتدفن حيث استشهد كل منهما. ومات البابا كرنيليوس شهيد المسيح سنة 253".
بينما ثاني تلك المناسبات هي تدشين وتجديد هيكل قيامة المسيح، وتقول الكنيسة:"كنيسة القيامة في القدس الشريف بناها الملك قسطنطين الكبير شكراً لله على السلام الديني الذي عقب المجمع النيقاوي الاول سنة 325، بعد الاضطرابات التي قامت في الامبراطورية على أثر ظهور بدعة آريوس".
وتضيف:"وكان على رأس كنيسة اورشليم آنذاك الاسقف مكاريوس. شاد قسطنطين كنيسة فخمة، تقسمها أربعة صفوف من الاعمدة إلى خمسة أسواق، كما هي كنيسة المهد في بيت لحم التي لا تزال حتى اليوم، وهي معاصرة لكنيسة القيامة. وقد اختار الامبراطور لتدشين كنيسة اليوم الثالث عشر من أيلول، لكي يقضي على عيد وثني كان يحتفل به في ذلك اليوم تذكاراً لتدشين هيكل جوبتر على جبل الكابيتول في روما. تمَّ تدشين الكنيسة في 13 سبتمبر سنة 335، وبقيت موضوع دهش زوار المدينة المقدسة وإعجابهم حتى 4 مايو سنة 614، حيث احرقت بالنار وانقلبت إلى كومة من الرماد المدخّن، يوم سقطت اورشليم تحت ضربة الجيوش الفارسية، التي رجعت إلى بلادها حاملة عود الصليب الكريم. فقام رئيس الدير الملاصق للكنيسة، مودستوس، ورفع على الانقاض قدر ما استطاع كنيسة جديدة للقيامة".
وتابعت:"وكان بطريرك اورشليم يومئذٍ، زكريا، اسيراُ في فارس. وفي سنة 628، تغلب الامبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس، وأعاد إلى المدينة المقدسة عود الصليب الكريم. وفي سنة 638، احتلّت اورشليم جيوش الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب. فزار الخليفة القبر المقدس، واتخذ حيال المسيحيين سياسة الحرية الدينية. وفي القرن العاشر اقيم مسجد قرب كنيسة القيامة لتخليد ذكر زيارته لقبر الفادي".
وأكملت: "وتعاقب الخلفاء والحكّام وتعاقب على كنيسة القيامة، بحسب السياسة الدينية التي سلكها كل منهم، اطوار سلام واحترام واطوار اضطهاد وامتهان، إلى أن جاء الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله فرمى بها إلى الحضيض سنة 1009، حتى انه في اندفاعه الهدّام، اراد أن يمحو لها أي أثر، فحطّم الصخرة التي تحت القبر المقدس، والتي بقيت حتى ذلك التاريخ، وبالرغم مما اجتازته الكنيسة من عواصف، على ما كانت عليه يوم دفن الفادي. مع ذلك فقد أعيد بناء الكنيسة، ثم هدمت من جديد سنة 1034 على أثر هزة أرضية".
وأردفت: "عاد الامبراطور البيزنطي قسطنطين مونوماكوس فشادها على نفقته سنة 1042، لكنها عادت فتهدمت أيضاً على أثر هزة أرضية ثانية. ثم بناها الصليـبيون سنة 1105، وهي لا تزال إلى يومنا كما شادها الصليـبيون، أَقلّه في خطوطها الهندسية الكبرى، تضمّ بين جدرانها ممثّلي الطقس البيزنطي والارمني والقبطي واللاتيني. ويؤمها حجاج الارض المقدسة من أطراف الارض الأربعة، يحيون في نفوسهم سر فِداء البشرية ومحبة المخلّص لها".