العالم يستقبل حكومة طالبان بحذر والأفغان يدعون لعلاج أزمات الاقتصاد والحقوق
استقبلت الدول الأجنبية تشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان بحذر واستياء، اليوم الأربعاء، بعد أن عينت حركة طالبان شخصيات محافظة من قدامى المحاربين في المناصب العليا، ومن بينهم من رصدت الولايات المتحدة مكافآت لمن يساعد في القبض عليهم.
وفي الداخل استمرت احتجاجات محدودة في أفغانستان شهدت خروج عشرات النساء إلى شوارع العاصمة كابول للمطالبة بتمثيلهن في الإدارة الجديدة وباحترام حقوقهن.
وعلى نطاق أوسع، حث الأفغان حكامهم الجدد على إحياء الاقتصاد، الذي يواجه تضخما حادا ونقصا في الغذاء زاد من حدته الجفاف واحتمال اختفاء الاستثمارات الأجنبية بينما ينظر العالم الخارجي لطالبان بعين الحذر.
ووصلت طالبان إلى السلطة قبل نحو أربعة أسابيع في انتصار مباغت عجل به سحب الولايات المتحدة دعمها العسكري لقوات الحكومة الأفغانية.
واستغرق الأمر من طالبان وقتا لتشكيل حكومة، وعلى الرغم من أن شاغلي المناصب الحكومية يعملون قائمين بالأعمال وتعيينهم ليس نهائيا، فإن اختيار حكومة من قدامى المحاربين المحافظين تراه الدول الأخرى علامة على أن الحركة لا تبحث عن توسيع قاعدتها وتقديم وجه أكثر تسامحا للعالم.
فالحركة تعهدت باحترام حقوق الناس وعدم السعي للانتقام، لكنها تواجه انتقادات بسبب رد فعلها العنيف على الاحتجاجات ودورها في الإجلاء الفوضوي لعشرات الآلاف من مطار كابول.
وقال وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس: "إعلان حكومة انتقالية دون مشاركة مجموعات أخرى وعنف أمس ضد المتظاهرين والصحفيين في كابول مؤشران لا يعطيان سببا للتفاؤل".
وعبر الاتحاد الأوروبي عن استيائه من التعيينات، التي أعلنت في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء في كابول، لكنه أبدى استعداده لمواصلة المساعدات الإنسانية لأفغانستان. وستعتمد المساعدات على
الأمد الأطول على احترام طالبان للحقوق الأساسية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قلقة بسبب "انتماءات وسجل" بعض من عينتهم طالبان لشغل المناصب الكبرى.
وتشمل حكومة تصريف الأعمال الجديدة معتقلين سابقين في سجن جوانتانامو العسكري الأمريكي، في حين أن وزير الداخلية سراج الدين حقاني مطلوب لدى الولايات المتحدة في اتهامات بالإرهاب وترصد مكافأة عشرة ملايين دولار لمن يأتي به.