اليوم العالمي لمحو الأمية
في يومها العالمى.. كيف ساهمت الأمية في توغل الزيادة السكانية؟
تجاهد مصر لحل مشكلة الزيادة السكانية التي أصبحت خطرًا يهدد التنمية، لذا يركز الرئيس السيسى فى عدد من الخطابات على توجيه رسائل بشأن مخطارة النمو السكانى، مناشدًا المصريين أن يكونوا منتبهين للأزمة التى تقف عائقا أمام قاطرة التنمية التى تقودها الدولة حاليا.
ترتبط القضية السكانية بالأمية التي تعتبر سببًا رئيسيًا في زيادة معدلات الإنجاب، فحسب الإحصائيات والبيانات الرسمية مازالت تسجل محافظات الصعيد أعلى نسب للإنجاب، وهي نفسها التي ترتفع فيها معدلات الأمية، واتخذت الدولة مجموعة من الإجراءات ودشنت مبادرات للتصدى للأمية وتثقيف السيدات بضرورة تقليل الإنجاب.
«الدستور» تستعرض في اليوم العالمي لمحو الأمية تأثير الأفة الخطيرة على الزيادة السكانية وجهود الدولة للمواجهة.
مقرر “مجلس السكان”: الأمية عائق أمام حل القضية السكانية
عمرو حسن المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، يرى أن الأمية هي أكبر عائق للحد من الزيادة السكانية، موضحًا أن هناك عدد من المشكلات التى ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمية ومن ثم الزيادة السكانية منها التسرب من التعليم، عمالة الأطفال ، زواج القاصرات، فكل منهم سبب للآخر، فالتسرب من التعليم يؤدى إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر، والأخير تكون نتيجته التسرب من التعليم وأيضا عمالة الأطفال.
وأشار إلى أن المواجهة تتطلب تغيير البيئة الثقافية وتوعية الأسر بضرورة تعليم الفتيات ومنع تسرب الأبناء من التعليم لغرض الزواج أو العمل ، أيضا تفعيل العقوبات التي أقرها البرلمان فى هذا الشأن أصبح ضرورة ملحة ، تحسين وضع المدارس وتقديم خدمة تعليمية جيدة ، مؤكدًا أن تعزيز حقوق المرأة مع تحسين تعليم للفتيات هى نقطة انطلاق لان الدور الذي يمكن أن تلعبه النساء والفتيات في معالجة الزيادة السكانية استراتيجى ومؤثر،فهن اللاتى يتمتعن بقوة اجتماعية وعلمية وقدرة على اتخاذ قرار ذاتي واختيار حقيقي.
تراجع معدلات أمية الإناث
اعلن الجهــاز المركــزى للتعــبئة العامــة والإحصــاء عن تراجع معدلات الأمية فى مصر (للأفراد 10 سنوات فأكثر) من 49.9% عام 1986 إلى 25,8% عام 2017، بمقدار 24.1%.
وتراجع معدل الأمية للإناث من 62.8% إلى 30.8% لنفس الفترة، وقد يرجع السبب في الانخفاض إلى العادات والتقاليد والمعتقدات في زواج الفتيات وجلوسهم فى المنزل
خطة مصر للقضاء على الأمية
قررت الدولة محاربة الأمية من خلال أكثر من مسار، أولها تفعيل دور الجامعات من خلال مشاركة شبابها في محو أمية عدد من الأفراد، وحصدت ثمار هذه التجربة فأعلنت منظمة اليونسكو رسميًا فوز مصر بجائزة كونفوشيوس 2021 لمحو الأمية عن تجربة جامعة عين شمس بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، والخاصة بتنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية والفقيرة.
وطبقت الهيئة العامة لتعليم الكبار هذه التجربة مع العديد من الجامعات الأخرى بعد توقيعها بروتوكولات تعاون مع كل الجامعات، لأن إستثمار طلاب الجامعة في محو الأمية كان الرهان الأول لتكثيف جهود محو الأمية، مع تنفيذ بعض البرامج الأخرى مثل إنشاء قاعدة بيانات قومية لرصد حالات الأمية ومن تمت محو أميته، تطوير البرامج بما يتوافق مع النوع والفئات العمرية والمناطق الجغرافية، والاستيعاب الكامل لكل المتقدمين في المراحل التعليمية، المتسربين في الفئة العمرية من 15-8سنة لسد لمنابع الأمية بشكل مطلق، وتفعيل الشراكة بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني لمواجهة الأزمة.