صالون زين العابدين الثقافي يحتفي بالذكري الــ 140 للثورة العرابية غدًا
ضمن فعاليات صالون زين العابدين فؤاد الثقافي٬ يبث في الثامنة من مساء غد الخميس٬ عبر تطبيق «زووم»٬ أمسية جديدة من أمسيات الصالون٬ والتي تقام تحت عنوان "سبتمبر في تاريخنا .. الثورة العرابية".
ويشارك في اللقاء كل من: المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة.
كما يشارك في اللقاء وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازي والمؤرخ سامح جميل، ويدير اللقاء الشاعر زين العابدين فؤاد.
ويتطرق اللقاء إلي تسليط الضوء على الثورة العرابية، وأسباب انتفاضة أحمد عرابي وزملائه ضد سيطرة الشراكسة علي الجيش واستحواذهم على كل مقدرات الجيش، والتمييز بينهم وبين نظرائهم من الضباط والجنود المصريين، مما أدي في النهاية إلي الاحتلال الإنجليزي لمصر، بعدما تمت خيانة أحمد عرابي، واستدعاء الخديوي توفيق للجيش البريطاني للتدخل لحمايته من عرابي .
وبحسب الدكتور محمد عفيفي عن الثورة العرابية: تهل علينا فى 9 سبتمبر ذكرى الثورة العرابية، وفى هذا العام تمر 140 سنة على هذه الثورة التى تعارفنا على اختيار 9 سبتمبر 1881 عيدًا لها، رغم أن أحداثها بدأت بالفعل قبل ذلك التاريخ، ولكن تم اختيار تاريخ وقفة عرابى الشهيرة أمام الخديو توفيق فى قصر عابدين رمزًا لهذه الثورة الشعبية المهمة فى التاريخ المصرى الحديث.
ومع اقتراب هذه الذكرى المهمة تداعت إلى ذهنى العديد من التساؤلات والملاحظات المهمة حول هذا الحدث المهم فى تاريخنا، وبالقطع ربما يكون التساؤل الأول حول طبيعة الوقفة الشهيرة لعرابى ممتطيًا جواده شاهرًا سيفه، والخديو توفيق واقفًا على الأرض أمامه، والعبارة الشهيرة التى درجنا على نسبها لعرابى فى مواجهة توفيق: «لقد خلقنا الله أحرارًا ولن نُستَعبَد بعد اليوم».
بالقطع حدثت الوقفة الشهيرة لعرابى فى قصر عابدين، ولكن ليست بالطريقة المثيرة والدرامية التى صورتها اللوحة الشهيرة لهذه الوقفة، والتى كوَّنَت الذاكرة الجماعية للشعب المصرى، ربما أكثر من الوقائع الأصلية التى جاءت فى الكتابات التاريخية، فعرابى العسكرى المُنضَبِط لم يكن ليُشهِر سيفه فى وجه قائده، حتى لو كان هذا القائد هو الخديو توفيق.. وتُجمِع المصادر على أن عرابى عرض على الخديو مطالب الأمة، لكن هناك شكًا كبيرًا فى تاريخية العبارة الشهيرة السابق الإشارة إليها.
كما تطرح علينا ذكرى الثورة العرابية مسألة تغير النظرة إلى الأحداث التاريخية وفقًا لطبيعة الأنظمة السياسية الحاكمة؛ ففى الفترة الخديوية- وأيضًا فى العصر الملكى- لم يكن هناك احتفال رسمى بالثورة العرابية، بل والأكثر من ذلك أنه كان يُنظَر إلى عرابى على أنه قائد عسكرى متمرد على السلطة الشرعية «الخديو»، وأنه أثار ما أُطلِق عليه «هوجة عرابى»، هذه الأحداث التى أدت فى النهاية إلى التدخل البريطانى الذى ترتب عليه الاحتلال الإنجليزى لمصر الذى استمر من عام 1882 وحتى 1954، وربما لم نجد من يُنصِف عرابى فى الفترة الملكية من المؤرخين إلا محمود الخفيف، وإلى حدٍ ما عبدالرحمن الرافعى.
وعلى العكس من ذلك، قوبل عرابى بالتبجيل من قِبَل ثورة 23 يوليو 1952، وأصبح 9 سبتمبر هو عيدًا لما أُطلِق عليه الثورة العرابية، وكتب رئيس مجلس قيادة الثورة، اللواء محمد نجيب، مقدمة مثيرة لمذكرات عرابى محتفيًا بهذه الثورة، مؤكدًا أن الجذور التاريخية لثورة 23 يوليو تمثلت فى الثورة العرابية.