أعجب به الشيخ مصطفى عبدالرازق.. سبب تعيين صالح الجعفري بالجامع الأزهر
قال الدكتور محمد رجب البيومي، من علماء الأزهر، عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة جامعة الأزهر، ورئيس تحرير مجلة الأزهر الأسبق: «كنا طلابًا في كلية اللغة العربية، ونادى الناعي منذرًا بوفاة الشيخ الكبير يوسف الدجوي، ومحددًا ميعاد الجنازة، فسارعت إلى توديعه، وكان المشهد مؤثرًا، تتقدمه جماعة كبار العلماء برئاسة أستاذهم الأكبر مصطفى عبد الرازق، وحين بلغ الموكب نهايته عند القبر، انتفض الشيخ صالح الجعفري خطيبًا يرثي أستاذه، فبدأ مرثيته مستشهدًا بقول رسول الله ﷺ: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبضه العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)، ثم أفاض في إيضاح منزلة العالم الفقيد، وأشاد ببعض مواقفه الجريئة أمام المبتدعة والملاحدة، وكان جلال الموقف، ورهبة المناسبة، واحتشاد الجموع مما جعل نفس الراثي ممتدًا يتسع ويتدفق ويجيش، وكان لصوته الحزين هزة تحرك النفوس، وتعصف بالألباب».
وما أن انتهى الخطيب من مرثاته حتى سأل عنه الأستاذ الأكبر مصطفى عبدالرازق، معجبًا، ثم بادر بتعيينه مدرسًا في الجامع الأزهر، فأضفى عليه تعيينه الرسمي رسوخًا أخرس ألسنة من كانوا يضيقون بالشيخ لحاجة في نفوسهم، ويرونه يتجاوز الوضع المناسب لمثله حين يتصدر للوعظ يوميًّا دون ملال، وهم قلة قليلة عرفت خطأها المتحامل فاستكانت إلى الحق بعد جموح، وذلك وفقا لما رصدته موسوعة «من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر الشريف» للشيخ أحمد ربيع الأزهري.
الشيخ يوسف الدجوى، من مواليد عام 1870، بمحافظة القليوبية، ورحل عن عالمنا في 1946، بعد أن أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب والرسائل العلمية، وهو فقيه مصري ، عمل بالتدريس في الأزهر، وكان عضواً في هيئة كبار علماء الأزهر الشريف.
ألف العدديد من الكتب في شتى الأمور الإسلامية، وأهم كتاباته رسائل السلام وقد ترجم إلى اللغة الإنجليزية وطبعت المشيخة الأزهرية منه عشرة آلاف نسخة. وقد نشر عنه كتاب مقالات وفتاوى بعد مماته.
وأما الشيخ صالح الجعفري، عالم من علماء الأزهر الشريف، من مواليد بلدة دنقلا بشمال السودان في الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة بعد الألف من التاريخ الهجري 1328 هـ، وجاء إلى مصر ليتعلم بالأزهر الشريف ، واتصل بأهله المقيمين بقرية السلمية بمركز الأقصر من محافظة قنا، وجاء إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف رغبة من شيخه محمد عبد العالى.