منير القادري يبرز أهمية التربية على مكارم الأخلاق وصناعة التغيير الإيجابي
سلط رئيس مؤسسة الملتقى الدكتور منير القادري، الضوء على مسألة صناعة التغيير الإيجابي، مستعرضا نظرة الإسلام إلى تغيير الأنفس وعلاقة ذلك بالإرادة وتأثيره على الفرد والمجتمع، كما تطرق الى التربية على مكارم الأخلاق، محذرا من الانهيار الأخلاقي، وداعيا إلى الاهتمام بالشباب واشراكم في صنع القرارات، ومشاركتهم الإيجابية في الاستحقاقات الانتخابية لاختيار نخب تتحلى بحس المسؤولية والغيرة على الوطن وخدمة الصالح العام.
جاء ذلك خلال مشاركته في الليلة الرقمية التاسعة والستين من “ليالي الوصال”، التي تنظمها الطريقة القادرية البودشيشية، مؤكدا أن دين الإسلام وتربيته السامية قرّرت قاعدة التغيير في حياة الإنسان المسلم وفي سائر المجتمع، وأنها جعلتها مبنيةً على مدى قدرة الأفراد على تغيير أنفسهم.
وقال إن المقصود بالتغيير هو المحاولات التي يقوم بها المرء للسموّ بذاته وتطويرها من واقعٍ معيّنٍ إلى واقعٍ آخر تحقيقا لهدف منشود، وأنه هدف شخصيٍّ للانتقال بالنفس من الأسوأ إلى الأفضل، وتابع أن هذا النوع يتطلّب عقد النية او الإرادة والشجاعة والثّقة بالنفس و تزكيتها للوصول إلى الهدف المنشود، مستشهدا بقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (سورة الرعد: من الآية 11).
وأضاف أن حكمة الله تعالى وإرادته جعلت مسألة تغيير المجتمع راجعةٌ إلى تغيير ما في أنفس أفراده، وأنه إذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تغير المجتمع نحو الأفضل، وبالمقابل أكد أن التغيير إن كان إلى الأسوأ تغير المجتمع نحو الأسوأ، متابعا: الله عز وجل جعل مسألة التغيير بيد الإنسان، وأنه أمرٌ راجعٌ إلى خياره وقراره، مستدلا بقوله تعالى: ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (سورة الأنفال: من الآية 53).
ونوه إلى أن تغيير ما بالأنفُس من أفكارٍ ومفاهيم واتجاهاتٍ وميول، أمرٌ موكولٌ للبشر بقدَّر الله، مستدلا بقوله تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" (سورة الشمس).