رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى سى السيد

نعم "هى" أساس التربية وصانعة السلام.. "هى" وطن، والوطن يجب أن يحافظ على حقوقها وكرامتها وعزتها وشرفها.. سلامة "هى" وقوتها من قوة المجتمع والدولة. 

المرأة القوية تصنع جيلاً لا يقهر فى الماضى والحاضر والمستقبل، "هى" من تتحمل مسئولية الجيل فى الحرب والسلام، "هى" قادرة على صنع السلام وغرس العقيدة وتربية أطفالها، ومهمتها أساس التربية السليمة والسوية..

المرأة كلمة السر ومرآة المجتمع.

كل يوم "هى" فى شأن.. المرأة هي الشريك الأول فى صناعة الوعى، "هى" تلعب دوراً مهماً فى زرع المُثل والقيم بالمجتمع، من خلال تنمية شخصية الطفل والوصول بها إلى أفضل المستويات، عن طريق التهذيب والتثقيف المستمرين، فالإنسان يولد على الفطرة ويبدأ فى اكتساب الاسم والصفة والدين والخلق واللغة والمعنى والشخصية والمعالم والفعل والانفعال والمشاعر والوجدان والولاء والارتباط والقيم والمُثل، والصدق والكذب والاستقامة والانحراف والاعتدال.. الأصل أن الإنسان يولد على الفطرة "فطرة الله التى فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم" الروم: 30

إذن الذى يوجه الفطرة وينميها الأسرة، والأقارب والأصدقاء، ودور العبادة والمدرسة والسوق والمتجر والشارع، ولكن يقع العبء الأكبر على الأم ويختلف الدور الذى تقوم به فى إكساب الأبناء القيم، فالأسرة هى الخلية الاجتماعية الأولى فى المجتمع، وعلى صلاحها وقوتها واستقامتها يتوقف صلاح المجتمع وقوته وتماسكه، فالمرأة والرجل هما عماد الأسرة وهما النظام الطبيعى الفطرى المنبثق من أصل تكوين التكوين الإنسانى.

الأسرة هى الحضن الطبيعى الذى يتولى حماية النشء ورعايته وتنمية وجدانه وعقوله، وفى ظله يتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكامل الذى يلازمه مدى الحياة. 

الأم منذ القدم كانت تقوم بوظائف اجتماعية كثيرة، فلها تأثير مهم فى تكوين جوانب شخصية الفرد المتعددة، ولا يمكن إغفال الوضع الدينى للأسرة فى تنشئة الأطفال وتربيتهم والقيام بالعبادات، والتمسك بالمشاعر والتحلى بالخلق الحسن فى القول والعمل، والأخذ بالقيم الفاضلة التى تدعو إلى حب الخير وكره الشر وغرس القيم الطيبة بين الأطفال والحرص على تصالح الناس، والكف عن إيذائهم، فكل ذلك يدركه الطفل ويحياه، ويشعر به من خلال تفاعله مع البيت والأم.. هنا هى البيئة الطبيعة الأولى التى تحتضن الطفل بالرعاية والتنشئة الاجتماعية منذ الصغر. 

عندما أسافر إلى أى بلد فى العالم أسير فى شوارعه لأكتشفه.. أتحدث إلى السائق الذى ينقلنى بين معالم المدينة لأكتسب المعلومات عن هذا البلد.. أبحث عن حال "هى" ومكانتها وحرية حركتها، ونظرة المجتمع لها. 

المرأة تعكس حقيقة المجتمع، لأنها تعبر عن قوته الحقيقية.

ولا ننسى ما تتعرض له المرأة من أشكال العنف والضرب التى قد تنهى حياتها، خاصة إذا رفضت أن تكون فريسة لمطامع "هو" ونزواته.

مؤخراً، تفاقمت ظاهرة التحرش الإلكترونى على صفحات السوشيال ميديا بشكل مبتذل جداً. 

يتحدث أشباه الرجال عندما نؤكد أهمية الحفاظ على شرف المرأة وكرامتها حسبما كرمها الله ورسوله وكل الأديان باعتباره انتقاصاً من كرامتهم.

عندما يحافظ المجتمع على المرأة، ويعطيها حقها فى التعليم والصحة والتمكين الاقتصادى والمشاركة فى المجتمع، ستكون أحد عناصر النجاح وليس كمالة عدد.

رسالة إلى سى السيد..

إصدار القوانين للحفاظ على المرأة فى مجتمع ذكورى بطبيعته لا ينقص من قدرك شيئاً، بل سيحافظ على زوجتك وابنتك وأختك ووالدتك فى المجتمع.. علينا بالتثقيف المستمر وحماية أمهات كثيرات وبنات صغيرات يحتجن إلى التوعية.. وعلى الإعلام والفن المسئولية الأساسية فى تقديم صورة المرأة، والحفاظ على وعى المجتمع وتغيير معتقداته الخاطئة والمسيئة، لكى تنظر- يا سى سيد- إلى المرأة رفيقة الحياة بصورة إيجابية.

من الآخر..

إذا رأيت رجلاً يحترم المرأة ويقدرها، فاعلم أن الرجال يخشونه.

وإذا رأيت رجلاً يهين المرأة، فاعلم أنه يخشى الرجال.