معلمة فرنساوي تؤسس مشروع قهوة على الفحم بالإسكندرية: «الشغل مش عيب» (فيديو)
لم يمنعها عملها كمدرسة للغة الفرنسية، أن تُقبل على تنفيذ مشروع صغير، تشعر خلال عملها به بالسعادة، وتثبت أن «الشغل مش عيب»، وأن الفتيات يستطيعن أن يقتحمن جميع الأعمال دون تخوف، حيث لا يوجد عائق لتحقيق هدفها وطموحها في عمل بسيط ولكنه يضفي عليها أجواء من البهجة.
بعربة صغيرة تحمل شواية من الفحم، وتوضع عليها عدد من «كنكات» القهوة، وبراد الشاي الصاج، تقف ريم مدرسة اللغة الفرنسية، يوميًا من السادسة مساءً تصنع القهوة على الفحم والتي تتميز بمذاق خاص يشيد به كل من يتذوقها.
قالت ريم محمد عباس، ٢٧ عامًا، مُعلمة لغة فرنسية بمحافظة الإسكندرية، إن الفكرة بدأت معها منذ عام، حيث اقترحت فكرتها على أسرتها وهي أن تنفذ مشروع للقهوة والشاي على الفحم، مشيرة إلى أنهم تحمسوا على الفور، وبدؤا في مساعدتها في شراء المستلزمات، واختيار مكان مناسب لبدء المشروع به.
« قهوة ريم» هو المشروع الذي بدأ بأدوات بسيطة على طاولة وشواية صغيرة بمنطقة الشاطبي وسط الإسكندرية، ومع استمرار العمل لمدة عام، طرأ عليه بعض التطوير ليكون في شكل عربة خشبية صغيرة، ولكن بنفس الطابع وهو الفحم في صنع الشاي أو القهوة.
وأضافت ريم لـ«الدستور» أنها اتخذت قرار بعدم الالتفات إلى أي انتقادات أو تعليقات سلبية، بل تنفذ فكرتها التي تؤمن بها، حيث لاقت دعم كبير من الجميع لتشجيعها، فضلًا عن مساندة زملائها، كما انهم أصبحوا زبائن دائمين لها، مؤكدة أنه عند تتواجد الفكرة والطموح يمكن لأي شخص أن يكون له مشروعه الخاص، وأن الفتيات يمكنهن التحدي والعمل في جميع المجالات.
ولفتت أنها تعمل مُعلمة صباحًا للأطفال من الصف الأول وحتى الرابع الابتدائي، ثم تتوجه إلى عملها على عربة القهوة في السادسة مساءً، مشيرة إلى أن هدفها هو التأكيد على أن «الشغل مش عيب»، حتى وإن كانت تمتهن أي وظيفة أخرى، وأن عملها كمدرسة لم يمنعها من عمل يسعدها، بل استطاعت التوفيق بين عملها ومشروعها، لافتة أنها تجد في صنع القهوة بهجة وسعادة.
وأوضحت أن مشروعها بدأ بالشاي والقهوة فقط، ثم قامت بإدخال نكهات أخرى على القهوة مثل البندق، والنوتيلا، وإضافة النسكافيه، وبأسعار تبدأ من 5 جنيهات وحتى 20 جنيها، مشيرة إلى أن مواعيد عملها من السادسة مساءً، وحتى الثانية عشر من منتصف الليل، مؤكدة على تواجد والدتها معها يوميًا خلال فترة عملها لمساعدتها والاطمئنان عليها.
وقالت فاطمة جلال والدة «ريم» إنها في البداية اندهشت من فكرة مشروع ابنتها، وكيف يمكنها الوقوف في الشارع، حيث كانت تتوقع عدم موافقة والدها، ولكنها حين عرضت عليه الفكرة وافق على الفور، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك أي تحضيرات قبل ذلك بل تم كل شيئ في خلال يومين فقط.
وأضافت أنها عندما بدأت ابنتها مشروعها كان الشارع خالي تمامًا من المارة أو أي عربات مأكولات، وبعد مرور أسبوع بدأ توافد المواطنين والشباب، وأصبح للمشروع زبائن دائمين، حيث نتلقى تعليقات إيجابية وجيدة عن المشروع ومذاق القهوة.
وأوضحت أنها ترافق ابنتها يوميًا خلال ساعات عملها في مشروعها، مؤكدة أنها تحب القهوة أيضًا وتسعد بتواجدها مع ابنتها، حيث أن «ريم» حققت لها حلمها الذي كانت تريد أن تنفذه منذ سنوات طويلة بعمل فكرة مشابهة، والآن هي تتعاون مع ابنتها في تحقيق حلمهما سويًا، مؤكدة على الدعم الكبير من والد ريم وشقيقها وتشجيعهم الدائم للفكرة والمشروع.