30 يوليو
لوس أنجلوس، عام 1984، مصر تعود لـ المشاركة في الأوليمبياد، بعد غياب 20 سنة، اتلعبت فيها أربع دورات.
وقتها كانت المنافسات الأوليمبية بـ تتلعب بـ المنتخبات الأولى، ما كانش فيه حاجة اسمها "منتخب أوليمبي" تحت 23 سنة، إنما كان فيه اشتراطات تتعلق بـ موقف اللاعب من الاحتراف، مش موضوعنا دلوقتي، لـ إنه جميع لاعبي مصر وقتها كانوا رسميًا هواة، لسه نظام الاحتراف ما كانش اتطبق.
التصفيات لـ الأوليمبياد دي كانت 3 مراحل، في الأولى غلبنا السودان بـ هدفين لـ الخطيب وعماد سليمان، بعد تعادل سلبي هناك. ثم غلبنا زامبيا بـ هدفين لـ الخطيب ومجدي عبدالغني، بعد الخسارة هناك بـ هدف واحد، وأخيرا لاعبنا الجزاير.
مواجهتهم كانت أشبه بـ تصفيات كاس العالم 1990، لعبنا هناك الأول واتعادلنا 1/1، بـ هدف لـ إبراهيم يوسف، مشفناهوش عشان المخرج كان بـ يعيد الفرصة، اللي جه منها الكورنر، اللي جه منه الهدف.
ثم فزنا هنا 1/ صفر، بـ هدف علاء نبيل، اللي هو كان بـ الهيد برضه، زي هدف حسام حسن 90، والرفعة كانت من ناحية الشمال برضه، لـ ذلك الناس كتير بـ تتلخبط بين ماتش 1984 وماتش 1990.
خلينا في ماتش 1984 اللي قبل ما ينتهي بـ دقايق، أفراد المنتخب الجزايري لاعبين وإداريين وفنيين ومدلكين دوروا ضرب في المصريين، رغم إنه الماتش هنا في القاهرة، إنما تقمصوا دور كوماندوز، حتى أفراد الأمن ضربوهم
كابتن محمد لطيف اتهسترعلى قد ما سنه وقتها يسمح، وقعد يزعق في اللاعيبة بتاعتنا: "دول عايزين يبوظوا الماتش يا عبطا، يا عبطا دول عايزين يبوظوا الماتش".
في وسط العركة فرقة الموسيقى العسكرية قررت تعزف، لـ سبب ما لـ حد دلوقتي مش عارفه، فـ كابتن لطيف راح مزعق لهم: وإيه كمان اللي بـ يدقوا مزيكا دول؟ هو إحنا لسه كسبنا؟ إيه العبطا دول؟..
وهكذا كان يوم العبطا العالمي.
ثم أخيرًا، قدر الأمن يسيطر ع الوضع، وأجبروا الحكم يلعب الكام دقيقة الفاضلين، وصعدنا الأوليمبياد.
علاء نبيل، اللي سجل هدف الصعود في الجزاير، كان لاعب في المقاولين، أيام ما كانوا مكتسحين. بعد ماتش الجزاير دا بـ فترة بسيطة، كانوا بـ يلاعبوا المريخ السوداني، في تمن نهائي كأس الكؤوس الأفريقية.
نبيل ماشي بـ الكورة، لاعب من المريخ ضربه، في لعبة لو كانت النهاردا كانت طرد مباشر، إنما الحكم حتى ما حسبش فاول، إتس أفريقيا يعني! عادي!
إنما نبيل ما شافش دا عادي، فـ راح تف ع الحكم، وخد طرد، واتوقف عن المشاركة أفريقيًا سنة، بس الحمد لله، الإيقاف مكانش ساري ع الأوليمبي.
لما رحنا الأوليمبياد: كان فيه مشكلة وقتها، إنه الدوري لسه مخلصش، لـ إنه كان موسم استثنائي، زي كل المواسم، فـ قال لك نلعب في الدوري من غير لاعبي المنتخبي، فـ الأهلي كمل الدوري من غير الخطيب ومصطفى عبده ومجدي عبدالغني وغيره وغيره، وخسرنا الدرع في آخر ماتش.
المهم، لما المنتخب راح لوس أنجلوس، كان في مجموعته إيطاليا وكوستاريكا وأمريكا، أول ماتش ضد إيطاليا كان 30 يوليو 1984.
بدأ الماتش عادي، خلص الشوط الأول صفر/ صفر، في الشوط التاني الدقيقة 63 إيطاليا سجلت هدف، ثم بعد سبع دقايق كان حمادة صدقي مان تو مان مع لاعب إيطالي اسمه سيرينا ألدو، طول الماتش مش بالعين بعض، ليس فقط كلاعبين، إنما مش طايقين بعض.
حمادة قرر ينهي حالة اللاسلم لا حرب بينهم، فـ اداله البوكس المتين، إنما الشهادة لله الواد الطلياني ما استموتش بقى على أساس حمادة يتعاقب، لأ، رد له الضربة، وشلفطه، لـ درجة إنه حمادة ربط راسه، بس لما دارت العركة، قام الحكم طرد الجوز.
بقينا عشرة لـ عشرة، ثم بعد كام دقيقة، كابتن علاء نبيل فيما يبدو إنه محسش إنه اكتفى بـ الحكم بتاع ماتش المقاولين، فـ راح تف على اللاينز مان بتاع ماتش إيطاليا، كان المساعد دا كويتي اسمه عبدالعزيز.
قام الحكم طرد الكابتن علاء، وبقينا إحنا تسع لاعبين، وهم عشرة، رغم كدا، كابتن عبده صالح الوحش المدير الفني لـ منتخبنا كان عنده أمل نتعادل، قام سحب شوقي غريب، ونزل مكانه المجري مصطفى عبده في الدقيقة 83 على أساس يحاول في السبع دقايق دول.
أول كورة جات له، الحكم حسب عليه فاول، اعترض، اداله إنذار، فـ هو في إيده الكورة، قام مناول بيها الحكم في وشه، فـ طبعا طرده، وبقينا 8 لاعبين، والماتش خلص واحد/ صفر.
دي كانت أول مرة أشوف المنتخب المصري ينطرد منه تلات لاعبين في مباراة واحدة، إنما زي ما إحنا عارفين، مكانتش الأخيرة، لـ إنه بعد 15 سنة من ماتش إيطاليا دا، هـ نقابل السعودية في كأس القارات، والحكم يطرد سمير كمونة وعبدالستار صبري وحازم إمام (الكارت الأحمر الوحيد في مسيرة الثعلب).
المهم، عارفين تاريخ ماتش السعودية دا؟
أيون، 30 يوليو 1999