«جيشها الوحيد».. الشحّات «أب وأم» لـ4 أبناء بعد فقدان زوجته الذاكرة
قبل نحو عامين قررت زوجة «الشحات الحصري» أن تقف إلى جوار زوجها لمواجهة ظروف الحياة الصعبة فاتجهت إلى العمل في الزراعة.
وفي أول أيام عملها تعرّضت الزوجة إلى حادث طريق مع عدد من الفتيات والسيدات من العمالة غير المنتظمة في طريقهن إلى مزارع مدينة السادات في محافظة المنوفية.
مر عامان على الحادث الأليم، الذي فقدت معه الزوجة الذاكرة فهي لا تتذكر أبنائها الأربعة ولا زوجها ولا تستطيع الوقوف على قدميها، وتخلّى عنها الجميع عدا زوجها.
مسؤولية كبيرة ألقيت على كتف «الشحات الحصري» فزوجته طريحة الفراش وأبنائه في مرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي وهو لا يستطيع الذهاب إلى العمل وترك هؤلاء وحدهم دون رعاية، لذا فقد اهتدى إلى التفكير في «العمل من المنزل»، كما روى لـ«الدستور».
في منزله البسيط مستعيناً بعين واحدة بعدما فقد الأخرى يعمل «الشحات» في صناعة «أيادي المساحات الخشبية» بمنزله الكائن بقرية «منشأة السادات» في مركز الشهداء بمحافظة المنوفية.
«ليست مهمة الرجل هي الإنفاق على أولاده وزوجته فحسب وإنما الرجل هو الأمن والأمان لأسرته حتى آخر نفس في حياته».
لم تراود الزوج المخلص فكرة التخلّي عن مسؤوليته أبداً فتعلّم فنون الطبخ وتدبير المنزل ورعاية الأطفال بعد أن مرضت زوجته وأصبحت طريحة الفراش.
يستيقظ «الشحات» كل صباح يرعى أولاً زوجته ثم يبدأ في إطعام أطفاله وتجهيز ما يلزم قبل ذهابهم إلى المدرسة، ثم يشرع في عمله بصناعة «أيادي المساحات الخشبية»، التي هي مصدر رزقه الوحيد.
وفي أحد أيام الأسبوع وبعد أن يؤدي واجباته المنزلية ينطلق إلى الشارع لبيع ما أنتجه طوال الأسبوع.
ويضيف «الشحات» لـ«الدستور» أنه يطوِّر بعض أعماله من صوان خشبية وقطع يدوية ملونة، لكنها يجد صعوبة في تسويقها وبيعها لقلة خروجه من المنزل.
ويشير إلى أنه تعرّض للحادث أفقده إحدى عينيه وأصابع من يده، وهو الأمر الذي أثّر على أدائه في العمل، لكنه «راضٍ بقضاء الله ويدعوه أن تتعافى زوجته وتعود إليها ذاكرتها وأن يعينه على تربية أطفاله الذين هم نور عينه الذي يرى به».