سهير شكرى: نهاية العمل الأدبى تتويج للأشخاص وتفاعلهم مع الأحداث
نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.
وحول الأمر، قالت الكاتبة سهير شكري لــ "الدستور": "في أي عمل إبداعي سواء رواية أو قصة أو مسرحية أو قصيدة شعر، أو قطعة موسيقية لا بد من مراعاة جمال البداية ورعاية النهاية أو قوة النهاية، فالانطباعات الأخيرة هي التي تدوم".
وأضافت: "النهاية هي تتويج لكل الحراك للأشخاص وتفاعلهم مع الأحداث وصراعهم الاجتماعي والنفسي والفكرى مع بعضهم ومع النظم والبيئة والمكان الذي يتصارعون فيه".
وتابعت: "وهذا لا يتأتي للكاتب إلا بوضع خطة ليضمن تماسك الفكرة وتحقيق رؤيته في العمل، وكل رواية تختار لغتها وبناءها وحتى شكلها وكذلك حجمها، والعبرة بالنهاية بما إذا كانت الرواية محكمة من عدمه، وقوة النهاية تأتي من أنها نهاية طبيعية لسير الأحداث وأنها منطقية ومقنعة وحتمية أوخيالية لكنها مقنعة".
وواصلت: "وقد حدث ذلك معي أثناء كتابة روايتي "وداعًا صديقي المهرج"، كان المفروض أن تكون النهاية مرض سكان العمارة بسبب محطة التقوية للموبايل فوق العمارة، الذي أصاب السكان والطيور بالأمراض نتيجة خيانة رئيس اتحاد الملاك، الذي سمح بإقامة المحطة لتلقي رشوة كبيرة من الشركة، وانتهي الأمر بعلاجهم في الخارج، على حساب الشركة، ولكن تغيرت النهاية وجاءت خيالية بموت الراوية وصعودها إلى السماء مع الطيور المهاجرة".
وشددت سهير شكري على أنه: "ولذا قد يبدأ المؤلف روايته وفي ذهنه نهاية معينة، وأثناء السير في كتابة الأحداث تفرض عليه نهاية أخرى غير التي أعدها مسبقًا في خياله أو ذهنه، لذا كثيرًا ما يقال إن الرواية تكتب نفسها".
وأوضحت أن القصة القصيرة تكون مدهشة ومؤثرة بأن تأتي النهاية قاطعة وقوية ومدهشة وعلى غير ما يتوقع القاريء لكن بشكل يتقبله العقل والمنطق.