بيتر ماهر الصغيران: يترك الكاتب خياله يأخذه إلى حيث تسير الأحداث
نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.
الــ"الدستور" استطلعت رأي الكاتب الشاب بيتر ماهر الصغيران: "في الحقيقة نهايات الأعمال الأدبية لها عدد من الأنواع يوجد بعض الكتابات التي تبدأ من النهاية وخصوصا إذا كان الكاتب يكتب عن قصة واقعية وأحداث حقيقية فقد تكون النهاية نفسها هى دافع الكاتب للكتابة عن الحدث لذا تكون النهاية مكتوبة ومرسومة في عقلية الكاتب ولا يحتاج سوى أن يعيد صياغتها من جديد مع وضع الأحداث حتى يصل لكلمة النهاية.
وتابع: يوجد نوع آخر من النهايات التي تكون مغايرة للنهاية الأصلية للحدث الواقعي لذلك يوجد نهاية يراها الكاتب ستكون أفضل إذا كانت بهذا الشكل فهو المتحكم الوحيد في مصير أبطاله بحسب رؤيته للأمور من خلال إعادة قراءة الواقع من جديد .بينما أصعب أنواع النهايات هى التي تجيء وفقا لمجريات الأحداث.
وأضاف "الصغيران": ففي تلك الحالة يترك الكاتب خياله يأخذه إلى حيث ما تسير الأحداث و أحيانا يقع الكاتب في أصعب أنواع الحيرة والسؤال هل ينهي الرواية بالشكل الفلاني أو ينهي بالشكل الفلاني الآخر الموضوع يكون صراعا شديدا في عقلية الكاتب لأنه في تلك الحالة يعتبر نفسه الصانع الذي وضع الأحداث و لديه مسؤولية عن الأبطال و مصائرهم تتوقف على قراره بل أحيانا يضع الكاتب رأى القاريء وكيف سيقبل تلك النهاية وهل سيفضلها عن أى نهاية أخرى؟! هذا الموقف وضعت به وأنا أكتب رواية سيرة وحيدة لقرية صغيرة عندما لم أكن أعرف ما هى الخاتمة للرواية و بعدما أنهيت الرواية عملت على كتابة نهاية أخرى ليكن هناك نهاية الأحداث و نهاية أخرى لكنها ليست ختامية بل ممتدة بالأسئلة و البحث في مصائر الأبطال.