«عائلة النايب».. «كورونا» يكتب نهاية «أسطورة الصيدلة» فى القليوبية
شيع اليوم المئات من أهالي مدينة بنها بمحافظة القليوبية، الصيدلي مجدي النايب الذي توفى جراء إصابته بفيروس كورونا، بعد 4 أيام من وفاة ابنه شريف النايب آخر جيل في عائلة النايب التى كسرت احتكار الأجانب للصيدلة في مصر، ومؤسسة أول صيدلية بإدارة مصرية، متحديًا القانون أثناء الاحتلال البريطاني الذي كان يفرض مديرًا أجنبيًا لأي صيدلية حتى وإن كان المالك مصريًا.
الأجانب والصيدلة
وتبدأ قصة عائلة النايب مع الصيدلة في 1907، أثناء الاحتلال البريطاني لمصر الذي غيب عن عمد المصريين عن علوم الصيدلة والطب، فمنعت البعثات الأجنبية للخارج، وأصبحت الدراسة في مدرسة الطب التى تشمل أيضًا دراسة الصيدلة محصورة فقط في الجانب والأثرياء، وهو ما جعل تراخيص مزاولة مهنة الطب محصورة في الأجانب حتى عشرينيات القرن العشرين طبقًا لدراسة "الحالة الصحية والخدمات الصحية في مصر" الصادرة عن برنامج السياسات والنظم الصحية بجمعية التنمية الصحية والبيئية.
وطبقًا لقوانين المملكة المصرية في ذلك الوقت، فإن إدارة الصيدليات كانت محصورة في الأجانب، وكان القانون يفرض مديرًا أجنبيًا لأي صيدلية التى كانت تحمل اسم "أجزخانة" أي محل الدواء، لكن في عام 1907 توجه د.أحمد النايب ابن مدينة بنها للخديو عباس حلمي بطلب ترخيص صيدلية وإدارتها في مدينة بنها، وبالفعل تم السماح له بذلك ليتم افتتاح أول صيدلية مصرية.
الجيل الثاني
أما الجيل الثاني من العائلة، فبدأ مع إرسال د.أحمد لنجليه أحمد ومحمود لدراسة الصيدلة في فرنسا، نظرًا لأن الصيدلة قبل عام 1955 كانت تدرس ضمن علوم كلية الطب، ليعود أحمد النايب الابن ليدير الصيدلية، بالإضافة إلى تدريس علوم الصيدلة، والمشاركة في وضع قانون مزاولة مهنة الصيدلة في مصر الذي جعل إدارة الصيدليات وتملكها حصرًا فقط على المصريين، ويفتتح فرعًا آخر للصيدلية بمحافظة المنوفية، إلا أنه خوفًا من التأميم قرر إطلاق اسم النجاح عليها.
الجيل الثالث
وعقب وفاة د. أحمد النايب الابن عام 1988، تولى إدارة الصيدلية نجله د. شريف النايب الذي حاول مجاراة العصر بإطلاق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي كتب فيها قصة عائلته مع الصيدلة إلا أن عدة أزمات صحية جعلته حبيسًا لكرسي متحرك ليدير ابنه د. شريف الصيدلية، ليضع فيروس كورونا المستجد النهاية لأسطورة عائلة النايب في الصيدلة.