«الإفتاء» تحسم الجدل حول وضع اليدين على البطن أم على الصدر في الصلاة
من الأسئلة الشائعة التي تحظي باهتمام كبير من جانب السيدات عبر جروبات الفتوى على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك، هو معرفة الوضع الصحيح لليدين في الصلاة على توضع على البطن أم على الصدر.
تعددت الأقاويل من رواد التواصل الاجتماعي، فقال البعض إنها توضع على البطن، وآخرون أكدوا أنها توضع على الصدر، والبعض الآخر يرى أن الصلاة بدون وضع اليدين جائزة شرعا.
دار الإفتاء حسمت الجدل حول هذا الأمر من خلال ردها على فتوى وردت إليها حول هذا السؤال.
فقالت الدار: يستحب أن توضع اليدان في حال القيام في الصلاة للقراءة على الموضع الذي بين أسفل الصدر وفوق السرة، وهذا مذهب الشافعية.
واستشهدت الدار بما قاله شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "الغرر البهية في شرح البهجة الوردية" (1/ 322): [(وَكُوعُ) يَدٍ (يُسْرَى تَحْتَ يُمْنَاهُ جُعِلْ) نَدْبًا؛ بِأَنْ يَقْبِضَهُ مَعَ بَعْضِ الرُّسْغِ وَالسَّاعِدِ بِيُمْنَاهُ (أَسْفَلَ صَدْرٍ) وَفَوْقَ السُّرَّةِ؛ لِخَبَرِ ابْنِ خُزَيْمَةَ فِي "صَحِيحِهِ" عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رضي الله عنه: "صَلَّيْت مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى صَدْرِهِ" أَيْ: آخِرِهِ، فَتَكُونُ الْيَدُ تَحْتَهُ -بِقَرِينَةِ رِوَايَةِ: "تَحْتَ صَدْرِهِ" أَبُو دَاوُد بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ- عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ الْيُسْرَى وَالرُّسْغِ وَالسَّاعِدِ. قَالَ فِي "الْأُمِّ": وَالْقَصْدُ مِنْ وَضْعِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى: تَسْكِينُ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَرْسَلَهُمَا بِلَا عَبَثٍ فَلَا بَأْسَ، وَالْحِكْمَةُ فِي جَعْلِهِمَا تَحْتَ الصَّدْرِ: أَنْ يَكُونَا فَوْقَ أَشْرَفِ الْأَعْضَاءِ وَهُوَ الْقَلْبُ، فَإِنَّهُ تَحْتَ الصَّدْرِ. وَقِيلَ: الْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ الْقَلْبَ مَحَلُّ النِّيَّةِ، وَالْعَادَةُ جَارِيَةٌ بِأَنَّ مَنِ احْتَفَظَ عَلَى شَيْءٍ جَعَلَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ، وَلِهَذَا يُقَالُ فِي الْمُبَالَغَةِ: أَخَذَهُ بِكِلْتَا يَدَيْهِ. وَالْكُوعُ: الْعَظْمُ الَّذِي يَلِي إبْهَامَ الْيَدِ، وَالرُّسْغُ -بِالسِّينِ أَفْصَحُ مِنْ الصَّادِ-: وَهُوَ الْمَفْصِلُ بَيْنَ الْكَفِّ وَالسَّاعِدِ] اهـ.