«التنسيقية» تعد ورقة تعريفية عن تفاصيل مشروع الشام «المشرق الجديد»
أعدت اللجان النوعية لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ورقة تعريفية «إنفوجراف» تستعرض فيها تفاصيل مشروع الشام «المشرق الجديد» والتي تشارك فيه كلا من مصر والعراق والإردن.
ويقوم مشروع "المشرق الجديد" على أساس الربط بين مصر التي تمثل كتلة سكانية كبيرة، والتي لديها خبرات في العديد من المجالات، ولديها موقعها على البحر المتوسط، والعراق الذي يمتلك موارد نفطية كبيرة، والأردن الذي يملك مزايا اقتصادية جيدة.
ويركّز المشروع على التعاون الاقتصادي وتعزيز الجوانب الاستثمارية والتجارية بين البلدان الثلاثة في خطة ستكون تدفقات رأس المال والتكنولوجيا فيها أكثر حرية، ويُتوقَّع أن يشجع الدول الأخرى على ضخ استثمارات جديدة في المنطقة.
ويجري بناء التحالف على تفاهمات اقتصادية بين الدول الثلاث التي يبلغ الناتج المحلي لها معاً نحو 570 مليار دولار، بحسب بيانات البنك الدولي، فالمشروع سبق أن طرحه رئيس الحكومة العراقية السابق عادل عبد المهدي، وعقدت الدول الثلاث قمتين سابقتين: الأولى في القاهرة في 25 مارس 2019 بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس الوزراء العراقي (السابق) عادل عبد المهدى. والقمة الثانية عقدت في 22 سبتمبر الماضي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وضمت الرئيس المصري والملك الأردني والرئيس العراقي برهم صالح.
وحملت القمة الأخيرة التي عقدت في عمّان في 25 أغسطس الماضي مؤشراً على جدية البلدان الثلاث على السير قدماً بالتحالف، من خلال إنشاء سكرتاريا دائمة للتنسيق حول ملفات التعاون الثلاثي، إذ ستكون مهمة السكرتارية تنفيذ ومتابعة ما جرى الاتفاق عليه بين البلدان الثلاثة، في محاولة لتجنُّب فشل التجارب العربية السابقة التي لم يستطع القائمون عليها نقلها من البيانات والتمنيات إلى التطبيق العملي. وسيكون مقرها في السنة الأولى عمّان لتنتقل في كل عام تباعاً بين عواصم الدول الثلاث.
يرتكز التحالف على عناصر تكاملية، هي النفط والطاقة والنقل وتجارة السلع والعمالة، حيث سيُمدّ خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق وصولاً إلى ميناء العقبة في الأردن ومن ثم إلى مصر. وبينما يحصل الأردن على النفط العراقي بسعر أقل من سعر السوق الدولي، فضلاً عن رسوم العبور، تستفيد مصر من عملية تكرير جزء من النفط العراقي على أراضيها، في حين يستورد العراق الكهرباء من مصر، كما يمكنه الاستفادة من الخبرات المصرية في عملية إعادة الإعمار، وستتم الاستفادة من إمكانيات الأردن في مجال النقل نظراً لامتلاكه قدرات كبيرة في هذا المجال، إضافة إلى تصدير السلع من الأردن ومصر إلى العراق.
ومن أهداف المشروع وتوقيته وسياقاته الآتي:
-الاستفادة من المزايا الاقتصادية والجغرافية التي تتمتع بها الدول الأعضاء، وتشبيك المصالح الاقتصادية بالشكل الذي يعود بالنفع على اقتصاديات البلدان الأعضاء.
-نقل الفعالية الاقتصادية للعراق إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط، بعيداً من الخليج العربي ومضيق هرمز الواقعين تحت سيطرة إيران؛ الأمر الذي يعزز أوراق القوة العراقية مقابل إيران.
-تطوير التنسيق السياسي والأمني بين الدول الأعضاء على نحو يخدم أهداف كل طرف.
التوقيت والسياق
وينطوي توقيت طرح المشروع على دلالات عديدة:
-محاولة لاختراق حالة الهشاشة التي تمر بها المنطقة العربية وجعلتها ساحة صراع وتنافس للقوى الإقليمية والدولية؛ فالمشروع قد يشكل نواةً لتجمع عربي أكبر ويستفيد من الطاقات العربية لتغيير المعادلات والأوزان في صراعات المنطقة عبر المساهمة في إعادة إنتاج التضامن العربي.
-يأتي المشروع في ذروة الانقسام الطائفي في المنطقة والتداعيات السلبية التي أفرزها، فمن شأن المشروع كسر حلقة الصراع السني-الشيعي التي صبغت مخرجات السياسات الإقليمية في العقد الأخير، في وقت تشهد المجتمعات الشرق أوسطية تململاً من الصراعات الطائفية لصالح البحث عن حلول اقتصادية وسياسية للأزمات التي تعيشها شعوب المنطقة.