موسوعة «هكذا ترافع العظماء».. أول جمع للأدب القضائى فى مصر
عُقد على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في نسخته السادسة عشر، والتي تستمر حتى 30 أغسطس 2021، لقاء حول موسوعة الأدب القضائي "هكذا ترافع العظماء" والتي أعدها المستشار بهاء المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة، عرض فيها أبرز المرافعات التاريخية في تاريخ القضاء المصري، حيث ناقشه الدكتور مدحت عيسى، مدير مركز المخطوطات بالمكتبة.
وتحدث بهاء المري خلال اللقاء عن فكرة جمع هذه المرافعات، مشيرًا إلى أن المحاكم المصرية عبر تاريخها مليئة بالقضايا التي شغلت الرأي العام المصري بداية من حادثة دنشواي عام 1906. كما استعرض أبرز القضايا الشهيرة التي شهدتها أروقة المحاكم خلال النصف الأول من القرن العشرين من بينها حادثة دنشواي ومحاكمة طه حسين بعد كتاب في الشعر الجاهلي.
وقال بهاء المري إننا لدينا أدب قضائي يفوق أعتى النصوص البلاغية فيما كتب في الأدب والبلاغة، وهذا الأدب موجود في سجلات القضايا في المحاكم المصرية.
وأشار إلى أنه حرص على جمع هذا الأدب من ملفات القضايا، فلغة المحاكم هي المرافعات والأحكام التي ليس لها عن الأدب غنى لأن هذه اللغة من دون الأدب تكون عليلة ومملة.
وكشف بهاء المري أنه خلال بحثه خلال فترة الإعداد لهذه الموسوعة وجد الكثير من المفارقات المضحكة المبكية التي كانت وليدة لحظة الخشية أو الصرامة لكن لو جردتها ستكون أمام كوميديا الموقف ولم يقصد الإضحاك ولكن وليد الخشية والصرامة.
وأوضح أن هذه المرافعات تكشف أيضًا زوايا جديدة لشخصيات الجناة حول دوافعهم ومن يقف ورائهم فهو تاريخ بزاوية أخرى ليس مدونًا سوى في سجلات هذه القضايا.
وتابع: "نرى من خلال هذه المرافعات الأذكياء الذين كانت لديهم المطامح والمطامع والتي من الممكن أن تدفعهم إلى الحضيض وعلى سبيل المثال الهلباوي محامي قضية دنشواي".
وقال إن هذه الموسوعة تعتبر أول جمع للأدب القضائي في مصر فهي توثيق لكل هذه القضايا لأنه ليس من طبيعة القضاء جمع هذا الأدب. وأكد أن هدفه الأول هو أن يقرأ الشباب لأن هذه المرافعات فيها من الرسائل للمجتمع ودعوة لإعمال العقل ما يجعل الشباب يعيد التفكير في الكثير من الأفكار التي قد تؤدي به إلى طرق غير مشروعة.
وتطرق المستشار بهاء المري إلى اللغة الأدبية القضائية قائلًا: "إن القاضي حتى وإن كان يملك ناصية اللغة فهو يجب ألا يسرف في الأسلوب الأدبي فيجب أن تكون اللغة موجزة، وأيضًا هناك لغة خاصة تستخدم في القضاء لا تستخدم اللغة الأدبية العادية".
وأشار إلى أن الكتاب يضم مرافعات لمحامين تتميز بالبلاغة الشديدة، لافتًا إلى أن المرافعة يجب أن تكون مميزة وهي موهبة ليست متوفرة في الجميع.
يشار إلى أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، جاء ليحقق أمنية طالما تمناها مثقفو الإسكندرية على مدى عقود من الزمان، وقد تحققت الأمنية من خلال مكتبة الإسكندرية بعد افتتاحها مباشرة في عام ٢٠٠٢ بتنظيم معرض دولي للكتاب باسم معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب. لقد استطاع معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب أن يلفت النظر، وأن يلقي الضوء بقوة على الإسكندرية ومثقفيها، وأن يقوم بعمل حراك ثقافي كبير يزداد عامًا بعد عام، وهو يتعاظم ويتوسع عامًا بعد عام، وقد زاد الإقبال عليه سواء من دُور النشر المتعددة من كل دول العالم، أو من نجوم المجتمع الذين يحرصون على التواجد داخل البرنامج الثقافي للمعرض.