3 احتفالات في كنيسة الروم الملكيين
تشهد كنيسة الروم الملكيين، الإثنين، احتفالاتها بثلاث مناسبات مهمة أولها حلول الإثنين الرابع عشر بعد العنصرة، وثانيهما ذكرى الشهيد في رؤساء الكهنة إيريناوس أسقف ليون، وأخيراً تذكار القديس الشهيد لوبوس.
ولد ونشأ القدّيس ايريناوس في آسيا الصغرى، ثم أصبح أسقفاً لمدينة ليون في فرنسا، فنشر ايمان المسيح فيها، وخلّف لنا من المؤلفات اللاهوتية ما يضعه في طليعة آباء الكنيسة في منتصف القرن الثالث للمسيح، بينما يقال إن القدّيس لوبوس كان تلميذاً للقديس ديمتريوس.
العظة الاحتفالية تأتي من المنشور الكنسي الرسالة إلى دِيوغنيتُس، لتحمل شعار "مزروعين في الأرض"، وتقول:"إنّ المسيحيّين بالنسبة إلى هذا العالم هم كالنّفس بالنسبة إلى الجسد. إنّ النّفس منتشرة في كلّ أنحاء الجسد كما أنّ المسيحيّون منتشرون في كلّ مدن العالم وهم "لَيسوا مَنَ العالَم".
وتضيف: "إنّ النّفس غير المرئيّة مسجونةٌ في جسد مرئي وكذلك هي حال المسيحيّين، إنّهم في هذا العالم، لكنّ الإيمان الذي يحملونه لله يبقى غير مرئيّ. إنّ الجسد يكره النفس ويحاربها باستمرار، رغم أنّه لم يلقَ منها أيّ سوء، فقط لأنّها تمنعه من أن يستمتع بالملذّات؛ وهكذا هو العالم؛ يكره المسيحيّين الذين لا يلحقون به أيّ ضرّر سوى أنّهم يعارضون ملذّاته. إنّ النّفس تحبّ هذا الجسد الذي يكرهها، وأعضاءه، كما أن المسيحيّين يحبّون مَن يكرههم".
وتختتم: "إنّ النّفس مسجونة داخل الجسد، غير أنّها هي التي تسهر على هذا الجسد؛ والمسيحيّون هم كسجناء في هذا العالم، إنمّا في الوقت نفسه هم الذين يصونون هذا العالم. إنّ النفس خالدة، لكنّها تسكن في خيمة هالكة؛ وهكذا هم المسيحيّون، يقيمون في الفساد بانتظار ما هو غير فاسد والمركز الذي اختاره الله لهم رفيع لدرجة أنّه لا يُسمح لهم أن يهجروه".