صباحًا فرد أمن ومساءً سائقة تاكسي: حكاية أم آدم مع المدينة الباسلة (صور)
«عايزة أجيب لولادي كل اللي نفسهم فئة»، بتلك الكلمات بدأت سناء محمد محمود، 34 عامًا حاصلة علي دبلوم صنايع، وتعمل سائقة تاكسي في الفترة المسائية، وصباحًا أمن في أحد المستشفيات، لتعيش من الحلال هي وأسرتها.
تقول «أم أدم» لـ"الدستور"، إنها لبست ثوب الرجال لتواجه الحياة، مؤكدة أنها فخورة بتجربتها، موضحة أنها لا تُقصر في حق بيتها، وتقوم بالذهاب مع أبنائها للنادي وكذلك تجلس معهم: «الأمر فقط يحتاج إلي تنظيم».
تقول أم آدم: “تزوجت في 2011 وبدأت حياتي بالعمل في مجال الكوافير وإلى الآن، أمارس العمل حسب طلب بعض أصدقائي ومعارفي، وعندما رزقني الله بطفلي الأول آدم (10 سنوات)، بدأت رحلة البحث عن عمل آخر بحثاً عن لقمة عيش بالحلال”.
زوج «أم أدم» كان يعمل سائقًا للتاكسي والذي قام بشراءه بالتقسيط واستطاع أن يسدد أقساطه، لكنه أصيب بمرض في المعدة جعله غير قادر على العمل لفترات طويلة، فيقوم بالعمل كل يوم لمدة 5 ساعات، ويعود للمنزل لتناول علاجه والراحة.
الحياة أصبحت أكثر صعوبة بعدما رزقهما الله بـ«هنا 7 سنوات وسيف 5 سنوات»، قررت السيدة أن تعمل مع زوجها سائقة للتاكسي لمساعدته، وتستطيع أن تعيش حياة كريمة دون أن تمدد يدها للسلف والإقتراض".
تبدأ أم أدم يومها من الرابعة فجراً لتقوم بتجهيز الطعام للأسرة، وتقوم بالعمل لمدة ساعة في توصيل عدد من الزبائن بالتاكسي، ثم تذهب إلي المستشفي لتمارس عملها كفرد أمن، وتعود مجدداً للمنزل في الثالثة عصراً، تتناول الغداء سريعاً، وتبدء رحلة العمل بالتاكسي.
تبدأ «الأسطي سناء» يومها بتنظيف السيارة وتعطيرها وتشغيل آيات من القرأن الكريم، وتطوف شوارع بورسعيد لتوصيل الزبائن، قائلة: «أنا بحب شغلي وأحسن ما أمد أيدي للناس».
وتقول أم آدم «لم أتعرض لمضايقات بالعكس تماماً انا كل اللي بيركب معايا بيقولي إنت بـ100 راجل وأنا شغالة وسيباها لله وربنا الحافظ وانا بطبيعتي جريئة ومش بخاف ».
لم تطلب الأسطي أم آدم أي مطالب مادية، إلا أنها وجهت نداءً للواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بتحويل وحدتها السكنية التي تم تخصيصها لها في المرحلة الثالثة للإسكان الاجتماعي من بورفؤاد إلي بورسعيد: «جمب بيتي وشغلي والله برجع من الشغل ميتة والمشوار هيبقي صعب عليا».