محمد الباز: موسوعة «المضللون.. وثائق أكاذيب جماعة الإخوان» معركة بين الحق والباطل
قال الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير لمؤسسة «الدستور»، إن موسوعة «المضللون.. وثائق أكاذيب جماعة الإخوان»، التي صدرت له، اليوم، عن الهيئة العامة للكتاب، في 5 أجزاء مختلفة، ستواجَه باتهامات كثيرة، لكن هذا ليس جديدا، فمنذ سنوات طويلة ونحن نرصد ما ألحقته جماعة الإخوان من أضرار جسيمة بالدين، ونوثق ما أطلقته من أكاذيب، ونتتبع ما اقترفته من جرائم، لا نبغي في ذلك إلا وجه الله والوطن، لم ننخدع بهم في أى لحظة، ولم نقترب منهم في أى يوم حتى عندما وصلوا إلى السلطة، وحاول بعضهم أن يخطبوا ودنا أغلقنا في وجوههم الباب، لأننا كنا نعرف حقيقتهم وهي الحقيقة التي اكتشفها الشعب المصرى، فقرر أن ينتزع وطنه من بين أنياب الجماعة الفاشلة الخائنة.
وقال الدكتور محمد الباز، في مقدمة الموسوعة: «أما لماذا نفعل هذا.. ولماذا نفعله الآن؟، لأن الجماعة ومنذ بداياتها احترفت الكذب وتزوير التاريخ، ولم تتوقف عن ذلك يوما واحدا، وعندما تطالع أدبيات الجماعة ستجد تاريخا آخر لمصر لا نعرفه ولا نقرُّ لها به، لكنها صاغت الأحداث على هواها، وتريد منا أن نصدقها ونعترف لها به، وهو تاريخ فى صالحها وحدها، ولأنه تاريخ كاذب، فلا بدَّ أن تكون لدينا الرواية الأخرى، وذلك حتى لا نترك الأجيال القادمة فى مهبِّ ريحِ الجماعة الكاذبة».
حماية وعى أجيالنا القادمة من الاختراق الإخوانى
وأكد «الباز»: «ما نحاول القيام به هنا يعبِّر عن إحساس بالمسئولية تجاه ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فليس معقولا أن نترك مجموعة من الكاذبين أصحاب الأهواء المنحرفة ليكتبوا تاريخا، ثم يعملون جاهدين على أن نعترف به ونقرَّه ونصدقه، رغم أننا نعرف جيدا ما الذى جرى، هي محاولة- إذا جاز التعبير- لحماية وعينا ووعي أجيالنا القادمة من الاختراق الإخواني، وهو اختراق يريد أن يأتي على الأخضر واليابس، يحولنا إلى أتباع بلا إرادة ولا عقل ولا منطق ولا حجة، يقودنا إلى موارد التهلكة حتى يتمكنوا منا ويحولونا إلى مجرد وقود فى معركتهم ضد الوطن، وهو ما لن نستسلم له أو نعينهم عليه».
وتابع: «وقد يكون هذا الوقت مناسبا، فخلال السنوات التى أعقبت ثورة 30 يونيو، صالت الجماعة وجالت، أعادت رواية ما جرى بهواها وعلى مزاجها الخاص، وصدَّرت لنا ذلك من خلال كتب وصحف ومجلات وبرامج تليفزيونية وأفلام وثائقية، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على مستقبلنا، فبعد سنوات وعندما تسأل الأجيال القادمة عما جرى، لن يجدوا بين أيديهم إلا رواية الإخوان عما حدث، وهي رواية خادعة ومخادعة».
رواية موثقة وثابتة ومنسوبة لأصحابها
وأكمل: «لدينا هنا الرواية الأخرى الموثقة والثابتة والمنسوبة إلى أصحابها، وهي رواية لا مكان فيها للأهواء، لأن أصحابها لا ينتمون إلا إلى أنفسهم وقناعاتهم وأفكارهم، وتحمَّلوا في سبيل الانتصار إلى الحقيقة ما يجعلنا نصدقهم ونثق بهم ونميل إليهم، فقد دفع هؤلاء ثمن ما أقدموا عليه، ولأنهم شرفاء، فقد اعتبروا أن هذا الثمن زهيد جدا مقارنة بما حققوه من إنقاذ الناس من بين أنياب الكذب التى طحنت البسطاء وفرمتهم تحت دعوى العمل من أجل الدين، رغم أن ما يحدث أبعد ما يكون عن ذلك تماما».
معركة على الورق بين الحق والباطل
وأوضح أنه يمكن اعتبار الموسوعة معركة على الورق، معركة بين الحق والباطل، الصدق والكذب، الوضوح والغموض، الثقة والريبة، الصراحة والمراوغة، اليقين والشك، الشفافية والتدليس، الأمانة والخيانة، الثبات والتردد، المحبة والكراهية، التسامح والتطرف، الأمان والخوف، الاستقرار والفوضى، إنها معركة بين الوطن والجماعة، ولأنها كذلك فإننا نعرف حتما أن الوطن سينتصر.. وهذه ليست أمنية بل قرار.
وكانت قد صدرت الموسوعة، اليوم، عن الهيئة العامة للكتاب، في 5 أجزاء، حمل الجزء الأول عنوان «معركة الأزهر ضد الجماعة الإرهابية»، والجزء الثانى عنوان «دعاة مصلحون ضد الجماعة الإرهابية»، والجزء الثالث جاء تحت عنوان «مفكرون وأدباء ضد الجماعة الإرهابية»، والرابع «شهادات المنشقين عن ضلالات الإرهابية»، أما الجزء الخامس والأخير «سياسيون في مواجهة الخرافات الإرهابية».