رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم الملكيين في احتفالات السبت: أيها الإنسان لقد خلقت من تراب

الأنبا جورج بكر
الأنبا جورج بكر

يترأس الأنبا جورج بكر، مطران كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، السبت، بحلول الثالث عشر بعد العنصرة، وذكرى القديس تداوس رسول المسيح وأيضًا تذكار القدّيسة الشهيدة بَسَّة وأولادها.

الرسول تدّاوس هو نفسه القدّيس الرسول يهوذا الذي تعيّد له الكنيسة في 19 يونيو أما القدّيسة بسَّة فقد استشهدت في عهد الإمبراطور مكسيميانوس في أوائل القرن الرابع.

وتقرأ الكنيسة عدة قراءات خلال القجاس الاحتفالي مثل رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 9-6:2، و إنجيل القدّيس متّى 22-15:22.

وتستوحى العظة الاحتفالية التي تلقي من العظة 148 للقدّيس بطرس خريزولوغُس الذي عاش في الفترة نحو 406 – 450، وهو أسقف رافينا.

وتحمل العظة شعار «لِمَنِ ٱلصّورَةُ هَذِهِ وَٱلكِتابَة؟»، وتقول:"أيّها الإنسان، لماذا أنت محُتَقَرٌ هكذا بنظر نفسك، في حين أنّك ثمين بنظر الربّ؟ لماذا تُذِلُّ نفسك في حين أنّ الربّ كرَّمك كثيرًا؟ لماذا تسأل نفسك مِمَّ خُلِقتَ، بينما تُهمِل البحث عن الهَدف مِن خَلِقك؟ ألم يُبنى هذا البيت، الذي هو العالم الذي تراه، بكامله من أجلك؟ ومن أجلك انبثق النور، لكي يطرد الظلمات؛ مِنْ أجْلِكَ "صَنعَ اللهُ النَّيِّرَينِ العَظيمَين: النَّيِّرَ الأَكَبَرَ لِحُكمِ النَّهار والنَّيِّرَ الأَصغَرَ لِحُكْمِ اللَّيل" ؛ من أجلك تلمع السماء بوهج الشمس والقمر والنجوم؛ من أجلك تكتسي الأرض بالزهور والغابات والثمار؛ من أجلك تعيش في الهواء وفي الحقول والمياه تلك الكثرة الرائعة من جميع الحيوانات، خوفًا من أن يُظلِم الحزن والوحدة فرح الخليقة الناشئة".

تضيف:"لقد "جَبَلَك الرَّبُّ الإِلهُ... تُرابًا مِنَ الأَرض" لكي تكون السيّد على شؤون هذه الأرض، وتتشارك معها الطبيعة المشتركة. ومع ذلك، بالرغم من انتمائك إلى الأرض، لم يحرمك الربّ من سموّ السماء، عندما وهبك الرُّوح. كي يكون لك الذكاء مشتركًا مع الله، والجسد مشتركًا مع الحيوانات، وهبك الله نفسًا سماويّة وجسدًا أرضيًّا؛ وهكذا يرتبط في داخلك اتحاد دائم بين السماء والأرض.

تختتم:"وما يزال خالقك يبحث عمّا يمكنه أن يزيد في ترقيتك: وها هو قد وصل إلى حدّ أن أودع فيك صورته، لكي تجعل هذه الصورة المرئيّة الخالق غير المرئيّ حاضرًا على الأرض، فإن كانت الأمور هكذا، كيف يمكن اعتبار وصمة عار أنّ الله، في طيبته، يستقبل في ذاته ما خلقه فيك، وأنّه يريد أن يظهر في الواقع بمظهر الإنسان؟.. لقد حملت العذراء وولدت ابنًا .