مستعينًا بأفكار «رافايلو».. كيرلس يبدع في رسم العذراء «أم النور» بعيدها
أيقونة غير تقليدية، للسيدة البتول، رسمها فنان بحب وإتقان، بأحد كنائسها بالإسكندرية، لتستقبل بها عيد السيدة العذراء الذي تنتظره كنائس مصر بأكملها، والتي استعدت له الكنيسة بنهضة روحية على مدار 15يومًا استعدًادا للاحتفال غدًا بعيد « العدرا».
من المنيا إلى الإسكندرية، مسافة قطعها كيرلس، مهندس معماري وفنان تشكيلي، من قرية البرشا التابعة لمركز ملوي إلى كنيسة السيدة العذراء مريم والملاك رافائيل بالهانوفيل بالعجمي، في حب «أم النور» ليرسم لها لوحة خاصة بأسلوب فني متميز قبل بدء مراسم عيدها.
«العدرا محبوبة من الكل مسلمين ومسيحيين لأن دايما بتفرحنا» بتلك الكلمات بدأ كيرلس جورج فينار، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الفنون جميلة، جامعة المنيا، حديثه لـ«الدستور»، مؤكدًا أن السيدة العذراء محبوبة من الجميع مسلمين وأقباط، وأن كنائس مصر كلها في انتظار عيد السيدة مريم العذراء، ويقام لها نهضة روحية بجميع الكنائس، لذلك قدمت لأحد كنائسها لوحة فنية ولكن برؤية وأسلوب خاص.
كيرلس يستعين بأفكار أشهر فناني عصر النهضة
أوضح أنه شارك في رسم العديد من اللوحات بكنيسة السيدة العذراء مريم والملاك رافائيل بالإسكندرية من قبل، ومع قدوم عيد «العدرا» أرادت الكنيسة تصميم لوحة للسيدة العذراء، فتوجه إلى الإسكندرية على الفور لرسم لوحة «البتول»، ولكنه قدمها بطريقة غير معتادة، حيث استغرقت اللوحة قرابة الـ10 أيام لتكون على صورتها النهائية، حيث استعان في اللوحة بأفكار الرسام العالمي «رافايلو» أحد فناني عصر النهضة، وهو أكثر فنان رسم «المادونات» وهي رسم السيدة العذراء بأشكال مختلفة.
وأوضح أن اللوحة على مساحة، 2متر×متر ونصف، ورُسمت بألوان زيتية على توال «قماش»، وثبتت على خشب، وتم إحيائُها بألوان أكثر حيوية، لتخرج من الكلاسيكية إلى الألوان الانطباعية، حيث تم استخدام ألوان حيوية بمزج أكثر من 15 لون في كل تفصيلة.
وأشار إلى أن اللوحة ترمز للسيدة العذراء، خارجة بالسيد المسيح من السماء وسط السحاب، كأنها تبشر الخلقية بفرحة وترسل لهم طمأنينة، لافتًا إلى أن لوحات السيدة العذراء دائمًا ترمز إلى الطمانينة والسلام والفرح والرجاء، متابعًا أنها ترتدي في اللوحة زي الملكات المرصع بالجواهر الكريمة، وهو باللون الأزرق الممتلئ بالنجوم لأنها ترمز للسماء، بجانب اللون الأحمر الذي هو لون الملوك وترتدي تاج لأنها العذراء الملكة.
وتابع أن الملكين الصغار بجانبها، يظهروا بأنهم يطيروا في السماء فرحين، أحدهم على اليمين الملاك رافائيل الملقب ب«مفرح القلوب» وشفيع الكنيسة، والذي سميت الكنيسة على اسمه هو والسيدة العذراء، والملاك الثاني على اليسار هو الملاك «سوريال» يهتف لخروج السيدة العذراء والسيد المسيح من بين السحاب.
وأكد «كيرلس» أنه لوحاته متأثرة بفنانين اوروبا، منهم «رفايلو»، و«كلود مونيه»، مؤسس الانطباعية، حيث صمم اللوحة متأثرًا بطريقتهم، محافظًا على الفن القبطي في الأيقونة والعقيدة الدينية مع ألوان تفعم بالحيوية والنشاط.