«رأيت نفسى عاريًا فى المحكمة».. حكاية كابوس أنقذ إبراهيم عبدالمجيد من كارثة
الكثير من القصص رواها الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد في كتابه "الأيام الحلوة فقط"، والصادر عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع، ومن هذه الحكايات الكابوس الذي أنقذه من كارثة.
يقول عبدالمجيد: حين كنت أتولى رئاسة تحرير سلسلة كتابات جديدة كان لنا مكتب هزيل لا يشجع على الحضور، فكنت أترك الحضور لفتحي عبدالله وأيمن حمدي، عادة كنا نخرج إذا ذهبت إلى هناك ونجلس في مقهى صغير قريب من الطريق إلى السبتية، ويبدأ كلاهما يتحدث في الكتب التي وصلت إليه والتي علينا أن نقرأها.
ويضيف: كانت القراءة الأولى لهما، وبالذات لفتحي عبدالله، لم أكن أعطي أحدًا من الخارج ليقرأ إلا نادرًا، فعلتها مرتين فقط مع شخصين وكادا ينتهيان بي إلى السجن، الأول منهما أعطيته رواية لشاب عن الهجرة والعمل في السعودية، عادت الرواية ومعها تقرير يقول إنها رواية جيدة عن الهجرة في الخليج والأمر مفوض للهيئة.
وواصل: في ذلك الوقت كانت المعركة ضارية حول رواية "الصقار" لسمير غريب علي عام 1996، وكان ما يشغلنا هو كيف نشجع سمير غريب على السفر من مصر، وكان متزوجًا من فرنسية والأمر سهل، والمهم أن يقرر، ولم يكن ذلك صعبًا وفعلها.
وأكمل: تقرير ذلك الكاتب كان يمكن أن يمر عاديًا، ولكن بالليل داهمني كابوس قوي مفزع، فصحوت منه أستعيذ بالله، الكابوس كان يقول لي إن الرواية بها كارثة، ورأيت نفسي واقفًا في المحكمة عاريًا، تذكرت الجملة الأخيرة من التقرير وكيف أن "الأمر مفوض للهيئة"، هو هكذا يغسل يديه من الرواية المعجب بها، ذهبت للهيئة في الثامنة صباحًا قبل أن تفتح أبوابها بساعة كاملة، وجلست على سلالمها حتى فتحت الأبواب، دخلت إلى قسم المونتاج وسألتهم عن الرواية فقالوا إنها سوف تنزل في المطبعة لتطبع اليوم، قلت لهم أن ينتظروا حتى أقرأها وأنا جالس بينكم.
يتابع: فتحت الصفحة الأولى كان بها إهداء إلى صاحب رواية "البلدة الأخرى"، دخلت على الصفحة الثانية أولى صفحات الرواية بعد الإهداء فوجدت بعد السطر الثاني كلامًا لا يمكن نشره أبدًا لا فنيًا ولا اجتماعيًا ولا أخلاقيًا، كان يصف الشعب السعودي بألفاظ سيئة وكلمات جارحة، ولم أكمل الرواية ومنعت نزولها المطبعة، وأخطرت صاحبها باعتذاري عن عدم النشر.