أحمد أبوخنيجر: كتابى الجديد يرصد حالة الإنشاد الدينى ومبنى على مقابلات مباشرة مع شيوخ المديح
كشف جرجس شكري أمين عام النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أن هناك العديد من الإصدارات التي تطرحها الهيئة تباعًا خلال الفترة المقبلة، ومن بين هذه الإصدارات كتاب “الإنشاد الديني” للروائي والباحث أحمد أبوخنيجر الحاصل حديثًا على جائزة الدولة في التفوق، والكتاب يصدر عن سلسلة الدراسات الشعبية.
وقال "أبوخنيجر" لـ"الدستور" عن كتابه الجديد: "في البداية لم أفكر فيه ككتاب بشكل ممنهج، ولكن كان ذلك في إطار البحث عن الجماعة الشعبية ومكوناتها المعرفية الريفية، والإنشاد واحد من أبرز الطرق التي يتجلى فيها تعبير الجماعة الشعبية لرؤيتهم لمعتقداتهم وقيمهم وعلاقتهم بالله والأديان والموجودات، مبكرا نبهوني أنه لا يوجد تفريق بين الكائنات جمادا كان أو حيوانا أو إنسانا وكل هذا كنت مدفوعا به وبجمعه وأبدا في عمل بعض التحليلات فيه".
ويضيف "أبوخنيجر": "وهنا اكتشفت حقل الإنشاد لدينا بشكل لا يمكن اتساعه ومدى تنوعه من أغاني وأناشيد ترتبط بلحظة الميلاد إلى لحظة الوفاة، وليس شرطًا أن تأخذ كلها المظهر الديني المباشر، لأنهم في قلب الحياة لا يفرقون بين النشاط الديني والدنيوي، الاثنان متماسان ومتداخلان ونظرة المنشد للحياة وطبيعة العلاقات أو الموجودات كلها كان يغزلها في أغاني وترانيم وأناشيد وأوراد وأذكار تقوم بها الجماعة الشعبية".
يواصل أبو خنيجر: "كانت هناك حلقة السلسلة وهي أن يتحلق أعضاء الجماعة الشعبية في دائرة في صحن المسجد ويبدأون في تلاوة الأشعار والأوراد والأذكار بصوت رتيب ومرتفع أقرب إلى دوي النحل، ولو مريت بجوارهم لأحسست أن هناك نحلا في المكان".
يكمل: "كان هذا يأخدنا ونحن صغار لنحلق حولهم لأن الأمر يكون على درجة عالية من التطريب ويحبب الأطفال للجلوس والاستماع".
يتابع: "أنا بدأت من هذه المنطقة ورصدت بشكل موثق لكل هذه الأشياء، ولكني ذهبت للنشاط الكلي وليس نشاط كل طائفة، وهناك أيضًا توافق بين جنوب الصعيد ووسطه على مستوى طرق الإنشاد والمنشدين. النقطة المهمة هي أن تكتشف أن منشد مثل الشيخ أحمد برين خلط بعبقرية ما بين المفاهيم الشعبية ومنظومة القيم، وهناك الإنشاد التقليدي الذي يقوم على المديح للشيخ وبطانته سواء كانت طبقة أو اثنين أو أكثر".
واستطرد: "الشيخ أحمد برين أدخل المواويل السباعية في الإنشاد، والحقيقة أن الموال كان موجودا في القصص النبوي وبعض الأهازيج لكن "برين" طور من هذا وجعله جزء من النسق الأساسي للإنشاد. أما عن محمد العجوز فقد ذهب للتطريب الدنيوي البحت واستعان بمقاطع من أغنيات ويقوم بتوظفيها، بينما ظل الذكر على حالته التقليدية إلا من بعض الإضافات البسيطة. أما الرنان فكان يقوم بحفظ الأشعار والقصائد لأنه ليس منشئ لما يقدمه على عكس العجوز وأبوبرين، اللذين لديهما القدرة على الإنشاء ونلاحظها في السجالات بينهما".
وأوضح: "الإنشاد في صعيد مصر له ثلاث عناصر هم الذكر والمولد والبوردة، والأخيرة تميز بها المداح الكبير الراحل عبدالعظيم العطواني".
وفي الأخير يقول أبوخنيجر: "كان لا بد أن أقابلهم بشكل مباشر وذهبت إليهم بالفعل وقابلوني خاصة أن معرفتي بهم كانت قبل فكرة الكتاب لأننا تربينا على أغانيهم وقمت بمجموعة من الحوارات معهم وأخذت أيضًا النموذج التقليدي للمديح وكان موجودا عند الشيخ عبداللطيف أحمد عبدالفتاح".