تقرير: أوضاع أفغانستان تثير جدلًا حول دقة تقييمات الاستخباراتية الأمريكية
رأت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن الكارثة التي تكشفت في أفغانستان مؤخرًا، سلطت الضوء على دور الاستخبارات فيما وصفته بأكبر أزمة للسياسة الخارجية الأمريكية خلال رئاسة جو بايدن.
وقالت الصحيفة، في تقريرعبر موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، إن أفغانستان تفككت بسرعة أكبر بكثير عما ألمحت به المعلومات الاستخباراتية، وهو الأمر الذي اعترف به الرئيس بايدن نفسه هذا الأسبوع.
ونسبت الصحيفة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي قوله أمس الأربعاء، أن المسئولين قللوا من شأن الوتيرة التي يمكن أن يتغلب بها مقاتلو طالبان على الحكومة الأفغانية، وهو اعتراف غير عادي من المرجح أن يفرض مزيدًا من التدقيق على التقييمات الاستخباراتية.
وقال ميلي للصحفيين، خلال إفادة بالبنتاجون: "لم يكن هناك شيء شهدته أنا أو أي شخص آخر يشير إلى انهيار هذا الجيش وهذه الحكومة في غضون 11 يومًا".
وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية أظهرت أن ثمة "سيناريوهات متعددة ممكنة"، بما في ذلك استيلاء طالبان السريع على السلطة على مدار أسابيع أو شهور أو سنوات، غير أنه أوضح أن الانهيار الذي استمر 11 يومًا لم يكن شيئًا متوقعًا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المرجح أن يكون لدى لجان الكونجرس تساؤلات بشأن الاستخبارات الأمريكية.
ومن المتوقع أن تعقد أربع لجان في الكونجرس جلسات استماع بشأن أفغانستان، الأمر الذي سيضع الإدارة الأوسع نطاقا تحت رقابة شديدة.
من جهته، وصف السناتور بوب مينينديز (الديمقراطي من نيوجيرسي)، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، التطورات بأنها "نتائج مروعة لسنوات عديدة من فشل السياسة والاستخبارات" وذلك في جلسة استماع معلنة.
واعتبرت الصحيفة أن الانهيار محرجا للبيت الأبيض، لا سيما منذ أن قال بايدن في 8 يوليو الماضي، إن الولايات المتحدة لن ترى مشاهد مكررة لانسحاب الولايات المتحدة من مدينة سايجون الفيتنامية عام 1975 وأن استيلاء طالبان على السلطة "أمر مستبعد للغاية". وهو الأمر الذي من المحتمل أن يعني توجيه أسئلة صعبة داخليا لوكالات الاستخبارات.
وفي الوقت ذاته دافع بعض المسؤولين والخبراء السابقين عن مجتمع الاستخبارات، وأشاروا إلى أن المسؤولين حذروا من احتمال استيلاء طالبان على السلطة حتى لو لم يكن الجدول الزمني بهذا الشأن دقيقا. ويقولون إن اللوم يجب أن يوجه للقرارات السياسية التي يتخذها بايدن وكبار المسئولين.
وتعليقا على ذلك قال مايكل أوهانلون، وهو زميل بارز في معهد بروكينجز: "لا ينبغي أن نلقي باللوم على المعلومات الاستخباراتية على الإطلاق". "أعتقد أنه خطأ سياسي محض".
ولا تقدم تقييمات الاستخبارات أحكاما نهائية على جداول زمنية محددة، ولكنها بدلا من ذلك تحدد السيناريوهات المحتملة على نطاق معين.
من جهته، قال ستيفن كاش المحامي المقيم في واشنطن والمتخصص في شؤون الأمن القومي، إن "معظم تقييمات الاستخبارات التي رأيتها هي نوع من التوصيفات المحتملة للأشياء التي قد تحدث مع وجه نظر بشأن احتمالية وسرعة" حدوث ذلك.
وكتب دوجلاس لندن رئيس مكافحة الإرهاب السابق لوكالة المخابرات المركزية في المنطقة بما في ذلك أفغانستان، قائلا، إن بايدن ضلل الشعب بقوله إن الوضع تطور بسرعة أكبر مما يعتقد المسؤولون أنه ممكن، وأضاف: "لقد توقعت وكالة المخابرات المركزية ذلك كسيناريو محتمل".