برنامج عودة الأمهات لحياتهن المهنية بعد الانقطاع
أشخاص كتير بيضطروا يسيبوا شغلهم لأسباب مختلفة لفترات طويلة، مثل: «سفر، رعاية والدين، رعاية أطفال، مرض»، بس أنا عايزة أتكلم بالأخص عن «الستات».. اللى اضطرت تسيب شغلها فى الأغلب لتربية ولادها وبعد ما ولادها يكبروا وتقدر تشتغل أو تطلق وتكون محتاجة للشغل فبيكون عدى من عمرها سنين منقطعة عن العمل، حتى لو خريجة شهادات عالية وكان عندها سنين خبرة فى شركات كبيرة.
لكن انقطاعها الطويل بيخلى نظرة أصحاب العمل عنها ضعيفة أو مختلفة حتى مش بيبصولها كأنها خريجة جديدة لأ، بيشوفوها وكأنها على المعاش وكل خبراتها السابقة كأنها مش موجودة.
أكيد طبعًا بيكون فى تغييرات كتير فى سوق العمل معندهاش خبرة بيها، بس فى حالات كتير بتكون بنفس حماسة وسرعة التعلم زى المتخرج الجديد بس بمهارات أعلى.
كمان دايمًا لما أقرأ إعلان وظيفة ألاقى السن ميزدش على ٣٠- ٣٥ سنة فتخيل كمان فرصة واحدة السيرة الذاتية بتاعتها فى انقطاع لسنين عن العمل وكمان فوق الـ٣٥ سنة!
من خلال مواقع السوشيال ميديا لما ألاقى واحدة بتدور على شغل بعد ما ولادها كبروا يترد عليها «دورى على حاجة تبعيها أون لاين، اشتغلى فى حضانة، اعملى مشروع بسيط، عشان مش هتلاقى شركة تشغلك فى مجالك اللى كان ليكى خبرة كبيرة فيه بسنك وظروفك دى».
فبحسب «كارول فيشمان»، مؤسسة شركة «Irelaunch»، اللى بتساعد الأشخاص للعودة إلى العمل بعد انقطاعهم لفترات طويلة، عملت فيديو مشهور على TED كانت بتوجه رسالة لأصحاب العمل بأنهم يعملوا برنامج تدريبى لفئات «العائدون» حسب تسميتها، ويبقى ده يقدم مصلحة مشتركة للطرفين، أصحاب الشركات اللى بيدوروا على موظفين مناسبين ومش دايمًا بيقدروا يلاقوهم بسهولة، فالعائدون بيكونوا على قدر من النضج والخبرة بس محتاجين برنامج تأهيلى يكون مدفوع الأجر ويختاروا من بين المتدربين عدد الموظفين المؤهلين اللى محتاجينهم، والتجربة دى فعلًا تمت من خلال شركات كبيرة، وكانت تجربة ناجحة جدًا.
وكتبت، فيشمان، مقالة كبيرة عنه اسمها «المتدرب ذو الـ٤٠ عامًا»، على موقع «تيد»، وقالت: «حتى أن خمسًا من أكبر شركات الخدمات المالية عندها برامج إعادة التدريب من أجل عودة المهنيين فى القطاع المالى»، وعند هذه النقطة، شارك مئات الناس هذه الفترات التدريبية مدفوعة الأجر، والناس اللى انتقلوا لوظائف دائمة بيطالبوا دلوقتى بمرتبات تنافسية، التدريب بيسمح لصاحب العمل تبنى قرار التعيين على عينة عمل حقيقية بدل من سلسلة مقابلات العمل والتعيين بعد التدريب، وميبقاش فى أى تخوف من أى مخاطر فشل من عودة المنقطعين عن العمل.
وأنا بكتب ده دلوقتى عشان أضم صوتى لصوتها ليه ميحصلش ده فى مصر، وتطلع شركات تتبنى البرنامج ده وتشجع العائدين لرجوعهم لمجالهم بكل نجاح، وأنا واثقة إن ده هيحقق نجاح كبير وهيدى أمل لناس كتير أوى إنهم يرجعوا تانى لحياتهم المهنية.
أنا عارفة أن ده تحدى صعب، بس الميزة إنه بتدريب المنقطعين عن العمل هتجمع بين خبرة زمان وخبرة دلوقتى، وكمان هيبقى فرص الانقطاع عن متخرج جديد شبه معدومة، هتكون متفرغة تمامًا للشغل بروح جديدة تمامًا وتحدى إنها تثبت نفسها أمام المجتمع وأمام صحاب العمل بإنها لسه تقدر تنجح وتقدم تجارب جديدة.
فى بلاد كتير بدأت برنامج العودة والتدريب الداخلى للسيدات والأجيال الكبيرة اللى بتعانى من فجوات وظيفية موجودة من ٢٠٠٨. Goldman andSachs أول شركة اختبرت برنامج العودة، وحولت تركيزها من المتدربين حديثى التخرج للى عايزين يرجعوا لحياتهم المهنية، وشركة Fortune ٥٠٠ بعد نهاية التدريب اللى كان مدته ١٠ أسابيع وظفت نص المتدربين المستأنفين كموظفين دوام كامل، ومن بعدها بدأ انتشار الفكرة فى بلاد كتير فى العالم.
فحقيقى بتمنى إنى ألاقى شركات كبيرة تتبنى الفكرة دى، وتشجع السيدات اللى حابين يرجعوا لحياتهم المهنية بعد انقطاع، وأكيد هيحصل نجاح كبير للطرفين.