المحطة الأخيرة برحلة العائلة المقدسة لمصر.. تعرف على قصة أقدم مذبح أثري في العالم
يُعد دير المحرق بأسيوط من أشهر وأقدس الأماكن الأثرية التي ارتبطت باسم السيدة العذراء مريم فهو حسب التقليد القبطي المتوارث
ووفقًا لماجد كامل، الباحث في التراث القبطي، قال إن “دير المحرق هو المحطة الأخيرة في رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، وتحتفل الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة العذراء الأثرية في يوم 6 هاتور من الشهر القبطي، أي الموافق 16 نوفمبر”.
وأوضح أنه من بين المصادر التاريخية التي ذكرت اسم الدير المحرق كتاب “أبو المكارم عن الكنائس والأديرة في القرن الـ12 بالوجه القبلي، حيث قال عنها تحت اسم كنيسة العذراء بقوص، ”هي أول كنيسة بنيت في أرض مصر ومنها رد المسيح إلى مصر ومنها عاد إلى الشام”.
ووفقًا المتنيح الأنبا صموئيل، أسقف القناطر الخيرية في موسوعته الخالدة “دليل الكنائس والأديرة من الجيزة إلى أسوان”، تحت اسم ”دير السيدة العذراء المحرق بالقوصية”، أوضح أن دير المحرق من أهم المزارات المسيحية في صعيد مصر، حيث تذكر جميع ميامر مجيء السيد المسيح إلي أرض مصر أن العائلة المقدسة شرفت هذا المكان ببقائها فيه أكثر من ستة أشهر واشترك السيد المسيح بنفسه في تدشين المذبح الباقي بنفس شكله حتى الآن.
وتابع ماجد كامل قائلاً: أما الكنيسة الأثرية بالدير فقد طرأت عليها تغييرات كثيرة في عصور مختلفة والمباني الحالية يرجع معظمها للقرن 13 م وبها بعض الأحجبة المطعمة القديمة، وبعض الأيقونات ويمتاز شكل الكنيسة بوجود حجرتين على جانبي الهيكل لا يستخدمان كهياكل بل حجرات لوازم الخدمة.
وأضاف أما الحصن القديم الذي يعد من أقدم المباني بالدير بعد الكنيسة فهو يعد من أصغر حصون الأديرة لقرب الدير من العمران ويوجد به كنيسة الملاك وكثير من الأيقونات القديمة، وترجع أسوار مباني الدير لعصر حديث في أوائل القرن 20. ويقع الدير غرب القوصية ب 10 كم ويوجد طريق آخر من منفلوط ويبعد عنها 23 كم.
ومن الكتب الهامة التي كتبت عن الدير المحرق كتاب “تاريخ الرهبنة والديرية في مصر وآثارهما الإنسانية عن العالم”، حيث كتب عن الدير المحرق فقال عنه أنه يوجد به ستة كنائس أساسية هي:
1- كنيسة العذراء: وتوجد في الجهة الغربية من الدير وهيكلها هو نفس الغرفة التي سكنتها العائلة المقدسة.
2- كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي: وكانت فوق سطح الكنيسة الأثرية وكان الرهبان الأحباش يصلون فيها؛ ولكنها أزيلت عام 1936 خشية من تأثيرها على الكنيسة الأثرية.
3- كنيسة يوحنا المعمدان: وتقع في الجهة البحرية من كنيسة العذراء.
4- كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل: وتوجد في الطابق الأعلى من الحصن الأثري.
5- كنيسة القديس مارجرجس: وتقع جنوب الكنيسة الأثرية وقد شيدت عام 1800م.
6- كنيسة العذراء الجديدة: أنشئت خارج أسوار الدير الأثري في عهد رئيس الدير الراحل القمص قزمان بشاي.
ويذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس في كتابه عن دير المحرق، أنه يوجد نقش أثري مكتوب عليه “لا تنقطع الذييحة من فوق مذبحي”، ويروي بعض شيوخ الدير، أن ولي عهد أسبانيا وكان يصحبه في نفس الزيارة مرقس باشا سميكة، كانا في زيارة الدير المحرق عام 1928، وقرأوا هذا النقش الأثري العظيم.