«مصادر مختلفة».. مصر تُسابق الزمن لتوفير أكبر كميات من لقاح «كورونا»
تسلمت مصر دفعة جديدة، أمس، من لقاح “أسترازينكا”، حوالي 1.7 مليون جرعة، والتي ضمن مبادرة "كوفاكس" العالمية لتوفير لقاحات فيروس كورونا المستجد، والذي تعتمد عليه الدولة إلى جانب بدائل أخرى تعمل عليها باستمرار، في سباق مع الزمن، لتوفير أكبر كميات من الأمصال اللازمة.
وتسعى مبادرة “كوفاكس”، والتي تم إطلاقها من خلال منظمة الصحة العالمية واليونسيف والاتحاد الدولي للتطعيمات، لتوفير 20% من احتياج جميع الدول من اللقاحات بغض النظر عن قدرتها الاقتصادية، من خلال جمع الأموال اللازمة من الدول (كل دولة وفقا بقدرتها الاقتصادية أي لا تتساوى في نفس المبالغ المحددة).
وبالفعل من خلال تمويل من البلدان الغنية والجهات المانحة الخاصة التي جمعت أكثر من ملياري دولار، وجرى إطلاق “كوفاكس” في الأشهر الأولى من الجائحة لضمان عدم استبعاد الأشخاص الذين يعيشون في الدول الفقيرة عندما تظهر اللقاحات الناجحة في الأسواق.
وتتولى اليونيسف بالتعاون مع منظمة الصحة للبلدان الأميركية التابعة للأمم المتحدة، زمام المبادرة في جهود شراء وتوريد الجرعات. وتشتري حوالي 92 دولة منخفضة الدخل اللقاحات بدعم من كوفاكس، ومن المتوقع أن يتم تطعيم أفقر المواطنين فيها بالمجان.
مصر تعتمد على بدائل مختلفة
وعلق الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، قائلًا: إن “مبادرة كوفاكس الخاصة بمنظمة الصحة العالمية بالاتفاق مع الاتحاد العالمي للقاحات اتحاد جافي Gavi الخاص تختص بالتوزيع العادل للقاحات بين دول العالم وإتاحة اللقاحات لـ 156 دولة خاصة دول العالم النامي وهم 92 دولة وفقًا لتقسيمات البنك الدولي”.
وأوضح عز العرب، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه “كان من المفترض أن تصل اللقاحات في وقت أسرع من ذلك، ولكن حدث تأخير بين الشركات الموزعة كذلك، فمن خلال هذه المبادرة كان من المفترض أن يصل ما يقرب من 40 مليون جرعة من اللقاحات المختلفة ولكن حدث تأخير في العالم اجمع وليس في مصر وحدها”.
وأكد أن “مصر لا تعتمد بشكل كبير على هذه المبادرة فقط في توفير اللقاحات بل هناك آليات أخرى يتم الاعتماد عليها في الحصول على اللقاحات منها تنوع مصادرها من الشركات الأخرى المصنعة، إلى جانب أننا في الطريق لإنتاج لقاح سينوفاك في مصر وهو ما سيغطي جزء كبير من احتياجاتنا للقاح والذي يمثل المصدر الأكبر الذي سيتم الاعتماد عليه في تطعيم المواطنين”.
دعم وتعزيز
وفي ذات السياق، قال الدكتور عبداللطيف المُر، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بكلية الطب جامعة الزقازيق، إن هذه الشحنة تعطي دعمًا هامًا وتعزيزًا لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا التي تشهدها مصر في الوقت الراهن، وخاصة لمواجهة الموجة الرابعة المتوقعة بما تحمله من احتمالات لوصول متعير دلتا إلى مصر كغيرها من بلدان إقليم شرق المتوسط.
وأشاد "المُر" بالدور الكبير الذى تبذله منظمة الصحة العالمية وممثلتها في مصر الدكتورة نعيمة القصير لتوفير التطعيمات للمواطنين، مشيدًا كذلك بدور وزارة الصحة والسكان في زيادة معدلات التلقيح بفتح أكثر من 400 مركز لتقديم اللقاحات في الأشهر الماضية.
وأوضح "المُر"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن وصول اللقاحات اليوم يشكل أهمية بالغة في هذه المرحلة لمعالجة نقص اللقاح الذي تواجهه مصر، شأنها شأن العديد من البلدان الأخرى وخاصة اقليم شرق المتوسط.
وبين أن مصر عززت معدلات التلقيح في الأشهر الماضية، حيث فتحت العديد من مراكز التلقيح القادرة على تقديم اللقاح لآلاف الأشخاص يوميًا في جميع أنحاء الجمهورية، مضيفًا أن مصر من بين البلدان القليلة التي يتاح فيها التلقيح ليس للمصريين فحسب، بل لجميع المقيمين على أرضها، بمن فيهم اللاجئون والمهاجرون.
وأضاف استشاري الصحة العامة، أن اللقاحات ودورها الحيوي في إنقاذ الملايين من الأرواح معروف منذ القدم ولذا فإن مبادرة كوفاكس وهي الأولى من نوعها في تاريخ البشرية؛ تستهدف إمداد جميع الدول وخاصة النامية بما نسبته ٢٠% من السكان للحماية من وباء كورونا، مضيفًا أنه للحصول على مناعة القطيع أو المناعة المجتمعية فنحن بحاجة إلى تلقيح 70 % من السكان تقريبا، مؤكدًا أهمية هذه الخطوة في وقف وباء كورونا ومخاطره المدمرة.
وطالب استشاري الصحة العامة الدول الغنية بعدم احتكار التطعيمات؛ لأنه لا توجد دولة آمنة في العالم ما لم تصل التطعيمات بعدالة إلى جميع الدول.
وناشد المر جموع المواطنين بأهمية التكاتف مع الدولة لمواجهة الموجة الرابعة، وذلك بالحصول على التطعيم، واستمرار تطبيق الاجراءات الاحترازية ضد كورونا واهمها تعزيز الصحة وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
ويمثل إنشاء مرفق كوفاكس إقرارًا جماعيًا تقوده منظمة الصحة العالمية والبنك الدولى وجافي بضرورة الوصول العادل للتطعيمات فكوفاكس واحد من ثلاث عناصر مهمة يتبناها مجلس تيسير مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، والذي يتضمن اتاحة ادوات التشخيص والعلاج والتطعيمات.