«شعرت وكأنها توسلت إليه».. سر رسالة ابنة صلاح عبد الصبور لليونسكو
«أنا ابنة الشاعر المصري صلاح عبد الصبور، في يوم الخميس 12 فبراير 1998، تلقيت مكالمة من الدكتور جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلى للثقافة تبلغني فيها السكرتيرة أننا سنلتقي مبلغ ألفي دولار أمريكي مقابل نشر بعض أعمال صلاح عبد الصبور في سلسلة كتاب في جريدة التي تصدرها اليونسكو في الأهرام»، هكذا بدأت معتزة عبد الصبور رسالتها لفيدريكو مدير عام منظمة اليونسكو التي نشرتها "أخبار الأدب" عام 1998.
واصلت "معتزة" إبداء غضبها في رسالتها بعد أن شعرت بإهانة بداخلها، وقالت: "كنت شاهدة على أعظم مهزلة في تاريخ النشر، بعد أن تجاهلني شخص يدعى شوقي عبد الأمير المسئول عن المشروع، ونظر إلى نظرة متغطرسة ومتعالية وقال هل تعرفين شيئا عن مشروعنا؟ فقلت نعم رأيت بعض الأعداد ولكني أريد أن أعرف أكثر، فقال وهو متأزم لأنه يشرح لبلهاء مثلي وبمنتهى التأفف والتنازل قال، لقد اخترنا 24 كاتبا عربيا من ضمنهم صلاح عبد الصبور في المسرح الشعري، ويريد عنواني ورقم تليفوني وعنوان البنك المصرفي لإرسال المبلغ المالي المخصص للعائلة، ولو بيده وكأنه يبلغني عن تبرع للعائلة أو معونة".
لفتت "معتزة" في رسالتها، إلى أنها شعرت وكأنها توسلت إليه بأن ينشر عملا من أعمال والدها مقابل التنازل عن كل حقوقها، وهو ما جعلها في دهشة وعدم تصديق لغطرسة الرجل، خاصة وأنها حاولت أن تسأله بعض الأسئلة، فقاطعها بصوت عالي "شو ما بتفهمي؟".
وأشارت إلى أن "عبد الأمير" استطاع أن يلوث ويمحو نوايا هذا المشروع الذي وصفته بالـ"نبيل"، فهو على حد تعبيرها لم يهن صلاح عبد الصبور فقط، ولكنه أهان كل المبدعين المصريين، وقد أهان المشروع الذي يعتبره سفيرا أو ممثلا له.
الشاعر صلاح عبد الصبور هو محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى، ولد في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق. يعد أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحدًا من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، خاصة في مسرحيته "مأساة الحلاج"، وفي التنظير للشعر الحر.