الاستعمار سبب تخلفنا؟.. نصر حامد أبو زيد يجيب
جاء كتاب "الإسلام المسلح" كواحد من أبرز الكتب الفكرية التي قدمها الكاتب الروائي رؤوف مسعد في مسيرته الفكرية ليناقش فيها أفكار ورؤى المفكر نصر حامد أبوزيد، ورؤيته ومشاهداته حول ما يسمى الإسلام السياسي وطبيعة وجوده، صدر كتاب الإسلام المسلح عن دار بن رشد وجاء في 120 صفحة من القطع المتوسط.
ومن ضمن أبرز تلك الأسئلة التى طرحها رؤوف مسعد على المفكر الراحل نصر حامد أبوزيد. جاء حول فكرة إصلاح الفكر الإسلامي وربط محاولات تطويره.
وجاء سؤال "مسعد": ربط مفكرون إسلاميون مثل الدكتور محمد البهي بين تحديث أو إصلاح الفكر الإسلامي باعتباره مؤامرة استعمارية، وانت تقول أيضا باتهام الاستعمار بأنه سبب تخلفنا؟
ليجيب نصر حامد أبو زيد: لا وجه للمقارنة. إن رؤية مشكلات العالم الإسلامي يجب أن تتم في سياق لا يمكن إنكاره، هو عصر الاستعمار، هذه قواعد تاريخية لايجدي إنكارها أقول لك إن العالم الإسلامي ضعيفا وتم استعماره وليس العكس.
ثمة فرق بين التحليل العلمي وبين إلقاء التهم: استعماري صهيوني علماني! هذا آخر كتاب نشر في مصر عن مدرسة الإصلاح الديني عبده والأغاني.. إلخ نتيجة مؤامرة صهيونية العالمية.
هناك فرق، حينما ترى في علاقة العالم الإسلامي بالغرب، مشكلات لها تاريخ طويل، مشكلات مشتركة، لا يمكن إنكار نهب ثروات العالم الثالث بشكل عام، هناك مشكلات لا يزال الغرب يساهم في تعقيدها، ليس هذا معناه أن أغلب مشكلاتنا. يحب رؤية المشكلات في علاقة الخارج بالداخل. ليس أن الداخل مفعول به مائة في المائة، وأن للخارج فاعل مائة في المائة علاقات متشابكة وبالغة التعقيد.
حركة الإصلاح الديني نابعة من التسليم بالتخلف. تسليم بما يسمى العوامل الداخلية، لكن البهي لا يسلم بهذه العوامل الداخلية لأنه له تفسيرا آخر: تخلف العالم الإسلامي سببه عدم تطبيق الإسلام بشكل صحيح. ليس عنده تفسير غير البعد الديني.
وبما أن العالم الإسلامي الآن، عامة، في علاقة المفعول به، أكثر مما هو في علاقة الفاعل، يميل التفسير أحيانا، إلى التركيز على هذا الجانب، علينا أن نعترف بهذا.
دعوة المفكر أو المصلح، إلى الإصلاح الداخلي، لأنه تريد تقوية المجتمعات الإسلامية، لأجل أن تنهض في مقابل أي ضغوط خارجية. نتكلم هنا عن الضغوط السياسية ضغوط المصالح.