المحرر سيمون بوليفار والقائد هوجو شافيز
فى يوم الأربعاء الثامن والعشرين من يوليو ٢٠٢١ تشرفت بحضور لقاء بمقر سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة ضمن مجموعة من الشخصيات من الأحزاب والإعلام أصدقاء جمهورية فنزويلا وشعبها بمصر، لإحياء الذكرى الـ٢٣٨ لميلاد أبوالوطن المحرر سيمون بوليفار، وإحياء الذكرى الـ٦٧ لميلاد القائد الأبدى للثورة البوليفارية هوجو رافائيل شافيز.
ومع الحفاظ على تدابير الحماية ضد فيروس «كوفيد- ١٩» تناول اللقاء الحديث حول الدور العظيم لكل من سيمون بوليفار وهوجو شافيز فى استقلال وحرية فنزويلا، كما تناول آخر التطورات السياسية والوطنية والإقليمية والدولية لجمهورية فنزويلا.
قال السيد ويلمر أومار بارينتوس: «إنه لمن دواعى الفخر نحتفل بالذكرى الـ٢٣٨ للمحرر وأب الأمة البوليفارية فى ٢٤ يوليو، ونحتفل أيضًا بالذكرى الـ٦٧ لميلاد القائد الأبدى هوجو شافيز، القائد الأعلى لعملية التحول السياسى والاجتماعى التى مرت بها فنزويلا فى هذه العقود الأولى من القرن الحادى والعشرين، ونفتخر بأن قواتنا بقيادة الجنرال سيمون بوليفار هى الجيش الوحيد فى التاريخ الذى عبر الحدود لتحرير الأمم وأسس جمهوريات مستقلة، ولم يسيطر عليها أو يضطهدها أبدًا».
قامت الثورة البوليفارية على قيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولى وأصبح سيمون بوليفار رمزًا للوحدة الوطنية والنضال المستمر والتضحية بالنفس من أجل الحرية والعدالة والأخلاق العامة ورفاهية الشعوب، ويعتبر سيمون بوليفار الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الإسبانية لـ٦ دول فى أمريكا الجنوبية «بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا»، كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى.
وعلى خطى المحرر بوليفار سار الرئيس هوجو شافيز الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه وإنصاف الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأسس نموذجًا للديمقراطية التشاركية. كما وقف ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكارجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها. كما تبنى الرئيس هوجو شافيز القضايا العربية الهامة ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية.
وفى إشارة إلى موقف فنزويلا من القضايا العربية ومنها القضية الفلسطينية قال السيد السفير بارينتوس: «إن هوجو شافيز أيد المطالب العادلة لفلسطين ضد الاحتلال والقمع الصهيونى، وهو الموقف الذى دفعه فى عام ٢٠٠٩ إلى قطع العلاقة مع إسرائيل فى مواجهة الفظائع المرتكبة ضد الشعب الفلسطينى، وهو الموقف الذى تم الحفاظ عليه دون تغيير من الرئيس الحالى نيكولاس مادورو».
وها هو الرئيس الحالى نيكولاس مادورو يتبنى نفس سياسات الراحل هوجو شافيز المعادية للسياسات الأمريكية النيو ليبرالية، ما جعل أمريكا بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب تدعم انقلابًا ضده ولكن الانقلاب فشل واستمر مادورو فى قيادة البلاد. كما فرضت أمريكا عقوبات اقتصادية على فنزويلا وجمدت أموالها وأرصدة شركاتها البترولية فى الخارج ومنعت بشكل لا أخلاقى وصول المساعدات الطبية والغذائية والدوائية رغم تفشى فيروس «كورونا» الذى غزا جميع الدول والشعوب.
إن العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا تمثل جريمة ضد الإنسانية ولا تتوافق مع العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وتنتهك مبدأ المساواة فى السيادة بين الدول، وتشكل تدخلًا فى الشئون الداخلية لفنزويلا. كما أن تجميد أصول البنك المركزى والممتلكات ينتهك الحقوق السيادية للبلد ويعيق الحكومة عن ممارسة واجبها فى ضمان احتياجات السكان.
إننا، وكل الشعوب الحرة الأبية، نقف مع دولة فنزويلا ضد الهيمنة والسيطرة والعقوبات الاقتصادية الأمريكية، ونطالب برفعها فورًا عن فنزويلا وعن كل الدول التى تفرض عليها أمريكا عقوبات اقتصادية من أجل سلام العالم وخير الإنسانية.
وفى ختام اللقاء قدم السفير تهنئة للشعب المصرى بالذكرى الـ٦٩ لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٣ والذكرى الـ٦٥ لتأميم قناة السويس متمنيًا الصحة والازدهار لجميع المسلمين بمناسبة عيد الأضحى المبارك.