الهند تبدأ إجلاء رعاياها من شمالي أفغانستان بعد تقدم طالبان
بدأت الهند، اليوم الثلاثاء، في إجلاء دبلوماسييها ورعاياها في مدينة مزار شريف بشمال أفغانستان، بعد تقدم مسلحي حركة طالبان في المدينة وسعيهم للسيطرة عليها.
وذكرت صحيفة (هندوستان تايمز) الهندية، أنه سيتم إجلاء جميع الدبلوماسيين والمسئولين في القنصلية الهندية بمزار شريف وجميع الرعايا الهنود المقيمين في المدينة أو حولها على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية مساء اليوم، ولم يتم تأكيد عدد محدد للأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم.
تأتي هذه الخطوة بعد مرور شهر على إجلاء 50 مسئولًا وفرد أمن من القنصلية الهندية بمدينة قندهار في 10 يوليو الماضي، عقب نشوب اشتباكات عنيفة بين القوات الأفغانية ومسلحي طالبان.
وأشارت الصحيفة إلى أن القنصلية الهندية في مزار شريف ظلت بدون رئيس منذ وفاة القنصل العام فينيش كالرا في أحد مستشفيات كابول مايو الماضي إثر إصابته بفيروس كورونا.
وبسطت طالبان سيطرتها على مدينتي قندوز وأيبك شمالي أفغانستان، مما أثار مخاوف بإمكانية شن هجوم على مزار شريف رابع أكبر مدينة في أفغانستان وعاصمة إقليم بلخ.
وفي سياق متصل، تسعى حركة طالبان إلى السيطرة على مزار الشريف، كبرى مدن شمال أفغانستان، حيث عززت مواقعها، فيما تعتزم الولايات المتحدة إجراء محادثات في الدوحة هذا الأسبوع من أجل الضغط على الحركة لوقف هجومها العسكري، وفقا لـ"فرانس برس".
وأعلنت الخارجية الأمريكية، في بيان مساء أمس الإثنين، سيتوجه السفير خليل زاد إلى الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان.
وأضافت أنه سيحض طالبان على وقف هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرر سحب القوات الدولية من أفغانستان، وأرجأ خلفه جو بايدن الموعد النهائي للانسحاب لبضعة أشهر، إلا أن القوات الأمريكية والأجنبية ستغادر بحلول نهاية أغسطس.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة بايدن أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" الحكومة في كابول، خصوصًا فيما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم.
وقال الناطق باسم البنتاجون جون كيربي، أمس الإثنين: "هذا بلدهم الذي يجب أن يدافعوا عنه.. هذه معركتهم".
لكن في شمال أفغانستان، الوضع يتغير بسرعة، فبعد احتلال مدينة قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك مدينتي ساري بول وتالقان الأحد في غضون ساعات قليلة، أضافت طالبان الإثنين إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة والتي سقطت من دون مقاومة.
وباتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعدما استولت السبت على شبرغان معقل زعيم الحرب عبدالرشيد دوستم على مسافة حوالى 50 كيلومترًا شمال ساري بول والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران.