«كن عيني».. حكاية تطبيق لمساعدة فاقدي البصر عن طريق مكالمات الفيديو
"كن عيني" تطبيق إلكتروني تم إنشاءه لمساعدة المكفوفين أو ضعاف البصر؛ وهو تطبيق يساعد المكفوفين على مستوى العالم تتم المساعدة من خلال مكالمات فيديو حية يقوم بها المكفوفين لطلب المساعدة من المتطوعين من المبصرين من خلال الضغط على زر الاتصال؛ قد تكون طلبات المساعدة متعلقة بمعرفة ألوان لأشياء محيطة في المجتمع أو قراءة كتاب.
يعمل التطبيق بعد طلب أحد المكفوفين المساعدة ليرد المتطوعين المبصرين طبقاً للغة والمنطقة الزمنية والبلد؛ حيث يستطيع المتطوع التواصل مع طالب المساعدة من خلال الكاميرا الخلفية للهاتف للإشارة وتصوير ما يرغب في وصفه من جانب المتطوع؛ حيث يتخطى هذا التطبيق حتى الأم نحو 5 ملايين متطوع و317 ألف مستخدم من فاقدي البصر؛ وهو متاح بـ180 لغة.
محمد أبو طالب، كفيف ومستخدم للتطبيق، حاول التواصل مع متطوعين لمساعدته في وصف بعض الأشياء حوله أو قراءة كتاب ولكنه لم ينجح في بداية الأمر لقلة المتطوعين في المنطقة العربية؛ مما جعله يكتب على صفحته الشخصية " بالرغم من جودة التطبيق والفكرة ولكن يشوبه عيب خطير وهو قلة المتطوعين العرب"؛ يحكي أبو طالب عن تجربته مع أول مكالمة مع متطوع كانت بعد أيام من منشورة عبر الفيسبوك والذي أجرت الشركة المؤسسة للتطبيق بعد التعديلات على التطبيق لتسهيل استخدامه عربياً؛ كانت لطلب المساعدة في اختيار ملابس ومعرفة لونها.
ويضيف أبو طالب الذي يعمل مدرب كمبيوتر وتقنيات مساعدة بمركز نور البصيرة لذوي الإعاقة بجامعة سوهاج، أن التطبيق في بداية إنشائه منذ خمس سنوات كان يعاني من قصور شديد في أعداد المتطوعين المبصرين العرب لذا لجأت للتواصل مع آخرين في استخدام اللغة الإنجليزية؛ ولكن بعد مرور هذا الوقت أصبح الرد في غضون ثواني معدودة ويصل جرس الطلب لأكثر من متطوع ومن تسمح له ظروفه يقوم بالرد دون إزعاج.
يتم استخدام التطبيق للعثور على الأشياء المفقودة أو وصف الصور أو اللوحات أو القطع الفنية الأخرى أو وصف الألوان وقراءة الملصقات أو علامات التحذير أو في رغبة المتصل في التعرف على البيئة المحيطة الجديدة أو التنقل في مكان جديد وتحديد مواعيد قدوم ومغادرة وسائل النقل العام.
مصطفى عبد الجواد من فاقدي البصر يقول لم أكن أعرف عن التطبيق شيء وكنت أستعين بأصدقائي وعائلتي في قراءة ومعرفة ما أريد وكذلك اختيار الألوان وما شابه ذلك إلى أن التقيت بأحد أصدقائي مستخدم للتطبيق واصفاً أي أياه وبالفعل قمت بتنزيل التطبيق واستخدمه منذ قرابة عام ونصف؛ وعن سهولة التطبيق وسهولة التواصل مع متطوعين يقول عبد الجواد؛ أن التطبيق سهل الكثير من أمور الحياة؛ وعن سرعة التواصل مع مشاركين ومساعدين له يقول في غضون ثواني معدودة يسمح التطبيق بالتواصل مع أشخاص يشرحون ما أريده.
في ذات السياق شارك أسامة محمد كمتطوع في تطبيق "كان عيني"؛ لتقديم المساعدة لفاقدي البصر ويقول: إسلام حاولت أن أساعد غيري في أوقات ليس لدي عمل فيها لذا خصصت ساعتين في اليوم بعد انتهاء عملي للتواصل من خلال التطبيق مع فاقدي البصر لتقديم ما يحتاجونه من خدمات؛ وعن أول طلب جاء عبر التطبيق كان للمساعدة في قراءة مدة الصلاحية على دواء موجود لدى طالب المساعدة.
وعن هذه التجربة يحكي أنها جيدة ومفيدة داعياً مزيد من الأشخاص لأستخدامه والمشاركة بجزء من وقتهم يومياً لمساعدة الآخرين.
إسلام جاد متطوع يحكي عن أول مكالمة تلقاها من أحد المستخدمين وكان لها مردود إيجابي عليه؛ والتي كانت من شخص بدولة عربية أخرى يجلس بمفرده و يريد أن يتناول طعامه ولا يعرف أين يجد ما يحتاجه، هل بالثلاجة أم في المطبخ أم أين وهل يوجد ما يأكله بالأساس أم لا، والحمد لله قدرت إني أساعده وأوصله للشيء أو الطعام اللي كان بيبحث عنه وطبعا بعد مراجعة تاريخ صلاحية الطعام وهو الأمر الذي جعلني في حالة نفسية أحسن وزودت عدد ساعات تلقي مكالمات من أشخاص فاقدي البصر بشكل أكبر من مصر ودول عربية أكثر.